جاء ذلك خلال حديثه يوم أمس في محاضرته التي احتضنتها دار الشباب القديمة بحضور جماهير غفيرة ، وبتنظيم من جمعية المرأة للتربية والثقافة بنواكشوط.

وعند تناوله لقصة ملكة سبأ ضمن محاضرته التي كانت بعنوان “نظرات قرآنية حول المرأة” نبه إلى أن هناك “فرقا هائلا بينها وبين الحكام العرب الحاليين”

و أشار القرداغي إلى أن القرآن أنصف المرأة بعدما كانت الأمم قبل الإسلام تنظر إليها “بنظرات غير لائقة” فأثبت لها حقوقها كاملة داحضا “الشبه التي كانت تثار حولها

فلفت الداعية إلى رد القرآن على من يعتبرون أن المرأة كانت السبب وراء خروج آدم من الجنة وبداية الشر على الإنسانية ، موضحا آن آدم هو الذي “عصى ربه” وغوى كما قال القرآن وليس حواء ، موردا في السياق ذاته أن القرآن أبطل أيضا شبهة ربط المرأة بالوسوسة ، مبينا أن آدم هو الذي وسوس إليه الشيطان “فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل ادلك على شجرة الخلد …”

وقال في هذا السياق إن الشيطان أغرى آدم في البداية بأنه سيصل إلى”ملك لا يبلى” حيث إن مشكلة الرجال هي التعلق بالحكم – وفق المحاضرة – “فلا يترك الحكام اليوم الكراسي إلا كراهية” كما وقع مع علي عبد الله صالح الذي أصيب مؤخرا بعد صراع طويل مع شعبه وتم نقله إلى السعودية.

من جهة آخرى ، قال المحاضر إن الإسلام أعطى للمرأة حقوقها إلى جانب الرجل “حيث إن حقوقهما متشابكة” مشيرا إلى أن الدرجة المذكورة في الآية “للرجال عليهن درجة” هي الإدارة.

لكن هذه الإدارة والقيام على الشؤون تسحب من الرجل إذا لم يثبت الأهلية ــ مثل ما يحدث “مع الحكام اليوم ــ بسحب الحكم منه” وفق تعبير المحاضر.

كما أفتى برجوع إدارة البيت إلى المرأة عندما لا يحسن الرجل القيام بها ، وقال إن التصور الذي ظل عند كثير من الشعوب بأن المرأة عموما تتسم بضعف الشخصية وعدم المقدرة أبطله القرآن عندما أورد قصة أخت موسى عندما قابلت أهل فرعون في شأن إرضاع أخيها دون أن تظهر عليها علامة قلق فحققت هدفها ، كما أوضح أن أم موسى قامت في ذات القضية بعمل بطولي يصعب على الرجال عندما ألقت ابنها “في اليم” ، مشيرا إلى أن أم موسى من الأنبياء لما جاء في القرآن “وأوحينا إلى أم موسى” مؤكدا ــ فيما أورد ــ أنه يقول مع عدد من العلماء بنبوتها.