دعا فضيلة الشيخ د. علي القره داغي إلى ضرورة التمسك بصفتين من صفات عباد الرحمن وهما الخوف من الله والالتزام بالاخلاق الاساسية.. جاء ذلك في خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ بمسجد السيدة عائشة بفريج كليب ورأى فضيلته انه مهما يكن فقد كنا سابقاً مبهورين بما لدى الغرب من قيم في حقوق الإنسان واحترام الوقت والمواعيد وحتى حقوق الحيوان والنبات (المحافظة على البيئة)، ولكن هذه الاشياء غير مستمرة بدليل أن هؤلاء عندما يكون الطرف المقابل غير أوروبي وغير مواطن، تتغير هذه القيم فيصبحون عنصريين، اُنظر الى فرنسا اليوم كيف يتعاملون مع المهاجرين مسلمين وغير مسلمين، وكذلك انظر الى ألمانيا وكيف تتحدث مستشارتها أن الثقافة الألمانية هي ثقافة مسيحية ـ يهودية وهذا غير صحيح لأن الألمان هم من قاموا بما عرف بمذابح الهلوكوست ضد اليهود أنفسهم إبان الحرب العالمية الثانية، وكذلك ما فعلته أمريكا في العراق في سجن أبو غريب وكذلك في معتقل غوانتنامو. وهذا كله نتيجة لأنهم لا يحسبون حساب اليوم الآخر ولا يخافون لقاء الله سبحانه وتعالى، ولذلك فحسن التعامل مع الناس قولا وفعلا وحسن التعامل مع الله لا يمكن أن يأتي الا من خلال الإيمان باليوم الآخر والخوف من النار والرغبة في دخول الجنة، وقال القره داغي: حينما تخلت الأمة في معظمها عن مواصفات عباد الرحمن ضعفت هذه الأمة من داخلها لأن الأمة القوية هي الأمة المتماسكة الأمة التي هي كالجسد الواحد، ومن هنا تداعت علينا هذه الأمم وفرضت علينا ما تريد من قيمهم التي لا تمت لديننا بأي صلة، ثم لم يكتفوا بذلك بل قاموا بغرس هذا الكيان الصهيوني في قلب الأمة في فلسطين لتفعل فيها ما تفعل من تهويد واستيلاء على الاراضي واخراج أهلها منها، وفي المقابل تأخذ المحفزات والهدايا والجوائز على كل ما تقوم به في حق أرضنا وأهلنا في فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف، ولو أن ما طلع به علينا هذا الكيان الغاصب فعلته إحدى الدول العربية أو الاسلامية لقامت الدنيا ولم تقعد وأما اسرائيل فلا بأس من ذلك، فلقد أقر “الكنيست” الصهيوني قانونا حول القدس الشريف والجولان السورية المحتلة سنة 1967 يقضي بأن لا يتم الانسحاب من هذه الاراضي المحتلة الا بعد موافقة ثلثي أعضاء الكنيست، ثم بعد ذلك يتم تمريره الى الاستفتاء العام ليوافق على ما وافق عليه الكنيست أو لا يوافق، وبهذا القانون الجديد يصبح الخروج من هذه المواقع مستحيلا، وهنا علينا أن نسأل الفئة التي لطالما راهنت وما زالت تراهن على المفاوضات لاسترجاع الارض المحتلة ماذا هم فاعلون الآن؟

الشرق – الدوحة