الدوحة-الشرق:

استنكر فضيلة الشيخ علي محيي الدين القره داغي أمس بخطبة الجمعة بمسجد السيدة عائشة بفريج كليب قول أحد السفهاء الذي لا دين له ولا عقل أن السيدة عائشة رضي الله عنها فاسقة وفاجرة، واعتبر فضيلته ان الذي روج له بعض السفهاء حول هذه الام الطاهرة أحب زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآونة الأخيرة ما هو إلا مؤامرة خطيرة. وقال: الله أراد أن تبقى الآيات القرآنية عن عائشة تتلى الى يوم القيامة لتسفه هؤلاء السفهاء المنافقين الكذابين الأفاكين الى يوم الدين.. وقد بدأ فضيلته خطبته قائلا:

أيها الاخوة المؤمنون: إن كل امة تريد أن تكون معتزة بتاريخها ولها أصولها وجذورها فما عليها الا أن تفتخر برجالاتها وتاريخها وتراثها وانجازاتها على مر العصور سواء كانت هذه الانجازات للأمة نفسها أو للانسانية جمعاء.. ومن هذا نجد أمتنا الاسلامية وبالرغم من مكانة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ومكانته عند الله سبحانه وتعالى فإنه لم يربطها به صلى الله عليه وسلم وإنما أرد أن يربطها بتاريخها الطويل وبرجالها الصالحين بدءا من سيدنا آدم مرورا بالأنبياء والصالحين والشهداء والصديقين، ولذلك عندما أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نطلب الصراط المستقيم فقد عرفها بأنها ” صراط الذين أنعمت عليهم ” وذلك في سورة الفاتحة التي نقرأها يوميا في صلواتنا الخمس ” اهدنا الصراط المستقيم” ولم يعرف الله الصراط المستقيم بأنه الاسلام مثلا أو الصلاة والصيام والزكاة والحج وغيرها وإنما عرفه بقوله “صراط الذين أنعمت عليهم” أي عرف الصراط بهؤلاء الذين أنعم الله عليهم..

وتابع قائلا: لقد شهد الله سبحانه وتعالى لهذه الامة التي هي امتداد لهؤلاء الصالحين بأنها امة صالحة ” كنتم خير أمة اخرجت للناس” وهذه الافضلية والخيرية ليس لها علاقة لا بالجنس ولا بالعرق ولا المكان ولا باي شيء.. اذا ” تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله” كما شهد الله سبحانه وتعالى لرسول هذه الأمة بأنه رحمة للعالمين وبأنه خير للبشرية جمعاء وأن الله قد اتاه ما لم يؤت أحدا حتى من الأنبياء فقد اعطاه الله الشفاعة العظمى.. وبهذا فإنه قد اجمع العلماء على أن خيرية هذه الأمة وأفضليتها هي كذلك تعبر عن أفضلية وخيرية رسولها ومعلمها، فهل يعقل الا ينسب نجابة التلاميذ ونبوغهم الى معلمهم، كما انه كذلك ينسب الفشل وانعدام الفهم للتلاميذ كذلك الى المعلم، ولذلك ان الذين يصورون أن الامة قد ارتدت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم أغلب صحابته ولم يسلم الا القليل وأن أغلبهم قد خانوا الرسول صلى الله عليه وسلم في عدم الامتثال “للوصية” وهذا ان دل على شيء حسب ما يذهب هؤلاء أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي فشل في تربية هذا الجيل الأول الذي هو من أفضل الأجيال في هذه الأمة.

وتابع فضيلته قائلا: إن الذي روج له بعض السفهاء حول هذه الام الطاهرة أحب زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآونة الأخيرة ما هو إلا مؤامرة خطيرة تريد أن تفجر هذه الأمة من الداخل فبعد أن فشلت مؤامراتهم في النيل من نبيه صلى الله عليه وسلم من الخارج وكانت النتائج عكسية بأن ازداد دخول غير المسلمين في الاسلام واكتشفوا حقيقة هذا النبي وهذا الدين العظيم فتوجهوا الى طعن هذه الأمة من داخلها من بعض من يدعون الانتساب اليها لتنشغل في متاهات الفتنة الطائفية- لا سامح الله- إن الذين يروجون لهذه السفاهات انما هم قد خانوا الله ورسوله وهم يسيرون في مخطط خطير تحيكه دوائر مشبوهة لبث الفتنة بين صفوف هذه الأمة الممتحنة ونسأل الله سبحانه أن يحفظ هذه الأمة من هؤلاء السفهاء من الداخل والخارج.

نفى صفة الايمان عنهم

في خطبته الثانية قال القره داغي: أيها الاخوة إذا نظرنا الى الأمم الأخرى كيف يصنعون من القراصنة والقتلة أبطالا كما هو الحال في بعض الامم وصنعوا لهم التماثيل لأنه قد قدم وبالرغم من قرصنته ونهبه بعض الاعمال الجليلة لأمته والبعض منهم نقرأه نحن في بعض مدارسنا في بعض القصص كأبطال وفاتحين كبار ساهموا في تقدم العالم ونحن أمة الاسلام يأتي بعض السفهاء المحسوبون علينا ويفعلون هكذا بأبطالنا، هذا ملعون وهذا فاسق وهذا كذا وهذا كذا فإذا قلنا هكذا في هذا الرعيل الأول الذي رضي الله عنهم وأنه هو سبحانه يحب أن يرضى هؤلاء وشهد لهم بالخيرية ” لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة ” ولذلك ان الله سبحانه وتعالى نفى صفة الايمان عن الذين اتهموا السيدة عائشة بنص القرآن بقوله في آخر آيات الافك “إن كنتم مؤمنين”.