القره داغي:
رسالتي إلى الحكومة العراقية هي ما يأتي:
المطالبة بالحوار المتكافئ مع كوردستان لحقن الدماء، وإعادة الأمن والأمان.
وتحقيق صلح شامل عادل مع جميع مكونات الشعب العراقي.
وإبعاد شبح الطائفية والعنصرية.
ليبدأ العراق نهضته في ظل الأمن والأمان والاستقرار، وقد أمرنا الله تعالى بالصلح والحوار فقال تعالى "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ الآية (10) سورة الحجرات ".
أو ما تكفي الحروب الداخلية والخارجية التي أكلت الأخضر واليابس، وحصدت أرواح الملايين منذ حوالي نصف قرن.
فليتعلم قادة العراق جميعا من التاريخ بأن الحرب – مهما كان صاحبها قويا – لن تحل المشاكل داخل الأمة، أو الشعب، ولن تنهي شعبا، ولن تحقق خيرا.
ورسالتي إلى الشعب الكوردي ما يأتي:
- أطالبهم بوحدة المواقف، والحوار البناء القوي، فالوحدة فريضة شرعية، وضرورة قومية ووطنية، فليس الآن وقت التلاوم والتخوين، وإنما يؤجل إلى وقت أخر، فاليوم هو يوم البحث عن الوجود بالوحدة، والعدم بالاختلاف، ( كوردستان يان نه مان)، فإما أن تتفق قيادات الإقليم على تجاوز خلافاتها -أو تأخيرها على الأقل- وحينئذ تستطيع أن تقاوم ما يراد من استهداف جميع المكتسبات التي تحققت للشعب الكوردي طوال نصف قرن بالتضحيات والدماء، والتدمير، والأنفال، وحلبجةK ثم التضحيات لإخراج داعش.
فليس أمام من عنده ذرة من الإحساس بالمسؤولية إلا أن يترك مصالحه الشخصية المؤقتة، أو مصالحه الحزبية التي لن تستمر.
وأما أن نبقي الخلافات مستعرة، ويغذيها الأعداء وحينئذ خسر الكل خساراً مبينا.
لذلك أطالب بالاتحاد على الثوابت، وترك الخلافات التي لن تنفع الشعب ولا الأحزاب.
فهل نسيتم التاريخ، كيف كنتم تعيشون في بلاد المهجر قبل 1991؟
- أطالب بقوة بانتهاج عملية إصلاحية جذرية تنهي أزمة الرئاسة والبرلمان واحتكار السلطات ( وهل يبقى لكم شيء تتنازعون عليه إذا لم تصلحوا) فأطالب بعودة البرلمان فورا بجميع أعضائه ورئاسته، وتشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة تضم مكونات الشعب الكوردستاني حتى من العرب والتركمان.
- أطالب بقوة بتشكيل هيئة قومية للمحاسبة والمراجعة.
- أطالب الحكومة بكشف تفصيلي شفاف عما قامت به حول الاتفاقيات الخاصة بالبترول والعقود الدولية حتى يكون الشعب على علم بكل ما جرى ويجري.
- أطالب المسؤولين، والقيادة الكوردية بفتح باب الحوار أيضا مع مسؤولي المكونات العراقية.
وأخيرا أطالب الشعب الكوردي في الداخل والخارج بعدم الاعتماد على الدول الكبرى فالكل يعلم بأنها هي المسؤولة عما حدث لكوردستان من خلال اتفاقية (سايكس بيكو) من بريطانيا، وفرنسا، وروسيا عام (1916م).
وأما أمريكا فهي كان لها دور في مأساة عام (1975م) فخذلت القيادة الكوردية.
وأما إسرائيل فهي محتلة للقدس الشريف، والأراضي الفلسطينية فكيف تقف مع أحفاد صلاح الدين الذين حرروا القدس من أيدي الصليبيين.
فهي تريد أن تشوه صورة الكورد وتاريخه المشرف أمام العالم الإسلامي والعربي، وتعطي المبررات لمزيد من الإيذاء للشعب الكوردي.
فحذار حذار من هذا الاتجاه، وما الذي فعلت إسرائيل التي لها القدرة على تحريك أمريكا لو أرادت، أمام هذه الأزمة سوى الكلام الذي يضر الكورد ولا ينفع.
فعليكم الاعتماد على الله تعالى ثم على أنفسكم، ووحدتكم، وعلى أصدقائكم المخلصين من داخل العراق وخارجه.
وأخيرا أوجه مناشدتي إلى دول الجوار بأن يتجه سعيهم نحو الحوار، والتوسط بين بغداد وأربيل لحل المشاكل العالقة بالحوار، والضغط على حكومة بغداد بالكف عن الإجراءات العسكرية فالمنطقة لا تتحمل مأساة أخرى بعد مأساة سوريا، والموصل ومعظم المناطق السنية.
وليس من مصلحة أي مخلص إذلال شعب أو كسر إرادته، وإنما المصلحة والحكمة هي العلاج بالحوار فقال تعالى "وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) سورة الحجرات الآيتان 9-10".
حفظ الله إقليم كوردستان، والعراق كله، والمنطقة جميعها، من هذه الفتن، وأعاد إليها أمنها واستقرارها لتنعم بالاستقرار والازدهار بإذن الله تعالى.
}وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {يوسف21
كتبه
أ.د علي محيي الدين القره داغي