جريدة الشرق – الدوحة
ناشد فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي المسلمين للوقوف مع اخوانهم في باكستان حاملا ارقاما مذهلة حيث ذكر في خطبته للجمعة امس ان 20 مليون مسلم مشرد و6 ملايين ونصف بدون مأوى و3 ملايين ونصف من الأطفال معرضون للأمراض نتيجة المياه الملوثة، وبالرغم من ذلك مازالت المساعدات شحيحة وغير كافية، مجددا دعوته للوقوف في هذه الايام المباركة مع المسلمين في باكستان.وكان فضيلته قد بدأ خطبة الجمعة امس في مسجد السيدة عائشة بفريج كليب، مشيرا الى هذا شهر الخير والبركات وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران وشاء الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الشهر كذلك شهر الانتصارات في كثير من المحطات التاريخية بدأ بمعركة الفرقان معركة بدر مرورا بفتح مكة وغيرها من الانتصارات الحاسمة في تاريخ هذه الامة.
واختار فضيلته معنى المسابقة في الخيرات “سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض” ليتحدث في هذه الخطبة التي جاءت بعد انقطاع واسفار دعوية: وسابقوا هنا يعني أن كل الخيرين يدخلون حلبة سباق وكل منهم يسعى جاهدا أن تكون له الجائزة الأولى في هذا السباق وهذا ما اتفق عليه علماء اللغة في معنى كلمة “سابقوا” أنها من باب المشاركة التي تخص باب المفاعلة، التي تقتضي هذه المشاركة أنك تشارك مع الآخرين في هذه المسابقة ولكنك تسبقهم وتكون بذلك مشاركتك أقوى من مشاركة الآخرين. إذن ايها الاخوة وها نحن نعيش في شهر علينا أن نتسابق فيه على فعل الخيرات وهو فرصة لا تأتينا سوى شهر واحد في السنة فعلينا أن ننتهز الفرصة كما يجب وها نحن اليوم في اليوم السابع عشر من هذا الشهر المبارك ولم يبق لنا الا أيام قليلة تمر كالبرق الخاطف فلننتهز هذه الفرصة واسبق غيرك في الصلاة والقيام وتلاوة القرآن والصدقات والتوبة والتضرع الى الله سبحانه وتعالى.
كيف يسبق الإنسان الخيرات؟
بل إن الله سبحانه وتعالى وصف هؤلاء الذين يستحقون الجنة ومن الصالحين بهذه الأوصاف الرائعة الرائدة حيث قال سبحانه “أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون” وهؤلاء المسابقون يصلون الى مرحلة يكونون فيها من السابقين للخيرات وكيف يسبق الانسان الخيرات؟ هذا لا يتم الا اذا أصبح الانسان شغله الشاغل هو فعل الخيرات تفكيرا وتنزيلا وبهذا وكأن الله سبحانه وتعالى يقول إن هؤلاء قد أصبحوا قدوة للخيرات أي أن الخيرات تتبعهم وهم يقودونها.
وفي خطبته الثانية قال القره داغي: نحن في شهر تتضاعف فيه الحسنات وتصفد فيه الشياطين فلننهل منه عبادة وتقوى، خاصة ما تعلق بفعل الخيرات وسد حاجة المحتاجين من المسلمين فأمتنا الاسلامية اليوم في حاجة شديدة وفقر لا مثيل له بين أمم العالم فأفقر شعوب العالم هم من المسلمين وللاسف الشديد ولهذا أيها الاخوة الاحبة نسأل الله أن يزيد الخيرات على هذه البلاد وغيرها من بلاد المسلمين ولكن نقول كما قال علماؤنا شكر النعمة من جنس النعمة فإن تشكر الله على نعمة المال فما عليك إلا أن تتصدق منه وتؤدي حق الله فيه فلا ينفع الشكر باللفظ وأنت صاحب المال ولهذا أيها الاخوة فلننظر الى اخواننا المشردين في باكستان، فالأمر والله جد خطير 20 مليون مسلم مشرد و6 ملايين ونصف بدون مأوى و3 ملايين ونصف من الأطفال معرضون للأمراض والاسهالات نتيجة المياه الملوثة وبالرغم من ذلك مازالت المساعدات شحيحة وغير كافية ونحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين شاركنا في حملة تبرعات في دولة الكويت وكنا قبل ذلك قد استنفرنا الامة بالبيانات والتصريحات من أجل الاسراع باغاثة هذا الشعب المسلم الذي لم يتخلف يوما عن مساندة الامة الاسلامية وقضاياها الاساسية ولكن وللاسف كما قلنا ما زالت المعونات دون سد الحاجة بكثير ولهذا أدعوكم اخواني أن تحرصوا على مزيد من مد يد العون من خلال المنظمات الاسلامية الخيرية بكل ما تستطيعون وأنا والله أعتبر وحسب النصوص الشرعية أن دعم هؤلاء المسلمين مسبق على غيره من كثير من أعمال الخير والطاعات الأخرى، فمثلا من يرغب في عمرة وهو من المعتمرين كل سنة فأولى له هذه السنة أن يدفع ثمن عمرته هذه الى اخوانه في باكستان وبهذا يكون قد ساهم في انقاذ حياة عدد من المسلمين فهؤلاء يوميا هم معرضون للموت “ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا”.