بقلم: ا. د. علي القره داغي
جريدة الشرق – الدوحة
هم كل من يساهم في جباية الزكاة وتوزيعها على المستحقين من السعاة، والمحاسبين والكتبة، ونحوهم وبعبارة موجزة هم: الجهاز الإداري والمالي لبيت الزكاة. وقد صدرت فتوى من الندوة الرابعة لقضايا الزكاة المعاصرة، جاء فيها:
((١- العاملون على الزكاة هم كل ما يعينهم أولياء الأمور في الدول الإسلامية أو يرخصون لهم أو تختارهم الهيئات المعترف بها من السلطة أو من المجتمعات الإسلامية للقيام بجمع الزكاة وتوزيعها وما يتعلق بذلك من توعية بأحكام الزكاة وتعريف بأرباب الأموال وبالمستحقين ونقل وتخزين وحفظ وتنمية واستثمار ضمن الضوابط والقيود التي أقرت في التوصية الأولى من الندوة الثالثة لقضايا الزكاة المعاصرة.
– كما تعتبر هذه المؤسسات واللجان القائمة في العصر الحديث صورة عصرية من ولاية الصدقات المقررة في النظم الإسلامية ولذا يجب أن يراعي فيها الشروط المطلوبة في العاملين على الزكاة.
– المهام المنوطة بالعاملين على الزكاة منها ماله صفة ولاية التفويض (لتعلقها بمهام أساسية وقيادية) ويشترط فيمن يشغل هذه المهام شروط معروفة عند الفقهاء منها: الإسلام، والذكورة، والأمانة، والعلم بأحكام الزكاة في مجال العمل. وهناك مهام أخرى مساعدة يمكن أن يعهد بها إلى من لا تتوافر فيه بعض تلك الشروط.
1- يستحق العاملون على الزكاة عن عملهم من سهم العاملين ما يفرض لهم من الجهة التي تعينهم على ألا يزيد على أجر المثل ولو لم يكونوا فقراء، مع الحرص على ألا يزيد ما يدفع إلى جميع العاملين والتجهيزات والمصاريف الإدارية عن ثمن الزكاة.
2- لا يجوز للعاملين على الزكاة أن يقبلوا شيئا من الرشاوى أو الهدايا أو الهبات العينية أو النقدية.
– تزويد مقار مؤسسات الزكاة وإدارتها بما تحتاج إليه من تجهيزات وأثاث وأدوات إذا لم يكن توفيرها من مصادر أخرى كخزينة الدولة والهبات والتبرعات يجوز توفيرها من سهم العاملين عليها بقدر الحاجة شريطة أن تكون هذه التجهيزات ذات صلة مباشرة بجمع الزكاة وصرفها أو أثر في زيادة موارد الزكاة. والمؤلفة قلوبهم: هم حديثو العهد بالإسلام، تدفع لهم الزكاة لأجل التثبت على إيمانهم والقيام بحاجياته، أو كفار يراد من خلال الدفع إليهم إسلامهم، أو حماية الدعوة وانتشارها به. وقد ناقش الحاضرون في الندوة الثالثة لقضايا الزكاة المعاصرة البحوث المقدمة في موضوع ” المؤلفة قلوبهم ” وبعد المداولة انتهوا إلى ما يلي:
• أولاً: مصرف المؤلفة قلوبهم “الذي هو أحد مصارف الزكاة الثمانية” وهو من التشريع المحكوم الذي لم يطرأ عليه نسخ كما هو رأي الجمهور.
• ثانياً: من أهم المجالات التي يصرف عليها من هذا السهم ما يأتي:
1- تأليف من يرجى إسلامه وبخاصة أهل الرأي والنفوذ ممن يظن أن له دوراً كبيراً في تحقيق ما فيه صلاح المسلمين.
2- استمالة أصحاب النفوذ من الحكام والرؤساء ونحوهم للإسهام في تحسين ظروف الجاليات والأقليات الإسلامية ومساندة قضاياهم.
3- تأليف أصحاب القدرات الفكرية والإسلامية لكسب تأييدهم ومناصرتهم لقضايا المسلمين
4- إيجاد المؤسسات العلمية والاجتماعية لرعاية من دخل في دين الله وتثبيت قلبه على الإسلام وكل ما يمكنه من إيجاد المناخ المناسب معنوياً ومادياً لحياته الجديدة.
• ثالثاً: يراعى في الصرف من هذا السهم الضوابط التالية:
1- أن يراعى في الصرف المقاصد ووجوه السياسة الشرعية بحيث يتوصل به إلى الغاية المنشودة شرعاً.
2- أن يكون الإنفاق بقدر لا يضر بالمصارف الأخرى وألا يتوسع فيه إلا بمقتضى الحاجة.
3- توخي الدقة والحذر في أوجه توخي الدقة والحذر في أوجه الصرف لتفادي الآثار غير المقبولة شرعاً، أو ما قد يكون له ردود فعل سيئة في نفوس المؤلفة قلوبهم وما قد يعود بالضرر على الإسلام والمسلمين.
رابعاً: تستخدم الوسائل والأسباب المتقدمة الحديثة والمشاريع ذات التأثير الأجدى واختيار الأنفع والأقرب لتحقيق المقاصد الشرعية من هذا المصرف)).
مصرف: وفي الرقاب:
أي لأجل إعتاق العبيد، وإزالة الذل عن الرقبة، وهذا المصرف يشمل الأسير ونحوه، وهذا من عظمة الإسلام أن جعل ثُمن الميزانية لإعتاق العبيد.