التقى وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة فضيلة الأمين الشيخ عي القره داغي خلال زيارته لروسيا الاتحاد والتي بدأت أمس الثلاثاء 28 أكتوبر 2014م وتستمر لمدة أسبوع ، سعادة السيناتور أحمد بالانكويف – عضو لجنتي العلاقات الخارجية والأمن القومي بالبرلمان الروسي – في حضور سعادة الشيخ سعود بن عبد الله آل محمود – السفير القطري في روسيا الاتحادية ، حيث تناولوا بمكتب السيناتور بالانكويف أحوال المسلمين في روسيا والاحتياجات الفعلية لهم للتعايش السلمي والاندماج الإيجابي داخل المجتمع مع الحفاظ على الهوية ، وتقديم النموذج للإسلام الوسطي المعتدل والمشاركة في البناء . كما تطرق النقاش إلى أحوال المسلمين حول العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط والصراعات التي زادت في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص وما يمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيرات ليست محلية أو إقليمية فحسب وإنما عالمية كذلك .

وطالب الأمين العام خلال اللقاء العالم أجمع أن يعيد النظر في سياسته تجاه الشرق الأوسط ، وألا يقف أمام الشعوب الحرة بل ودعمها لتختار الأسلوب الحياتي الأمثل لها بكل حرية وسلمية وإرادة . وندد الأمين العام بالعنف من جميع الأطراف والمستويات مؤكداً بأن العنف لا يولد إلا عنفاً وهو أمر منبوذ إسلامياً وحضارياً وإنسانياً ، مطالباً بتوسيع مفهوم التعايش السلمي ونبذ العنف ليشمل العالم كله وليست منطقة بعينها أو دين بعينه أو أمة بعينها .
كما التقى الوفد في موسكو بنائب رئيس إدارة العلاقات مع المنظمات الإسلامية في الديوان الرئاسي الروسي حيث أكد الوفد أن الأمة الإسلامية لا تريد إلا الخير للعالم بموجب دينها الحنيف ، وأن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يحمل رسالة الوسطية والتجديد باعتبارها منهجاً وأساساً حرص عليها مؤسس الاتحاد فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي منذ نشأة الاتحاد عام 2004م وحتى اليوم ، وأن الاتحاد ينبذ العنف من أي فصيل أو اتجاه أو دولة ، كما أنه أدان تصرفات داعش غير المسئولة واعتبرها لا تعبر عن الإسلام الصحيح وأن اعلانها الخلافة بهذه الطريق هو باطل شرعاً ، إلا أنه في الوقت نفسه يدين قتل المواطنين الأبرياء في مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وكشمير وبنجلاديش وغيرهم من الدول وسط صمت عالمي لا مبرر أخلاقي ولا إنساني له ، الأمر الذي يتطلب وضع أسس عادلة للتعامل الدولي .

كما طالب الأمين العام خلال اللقاء بتأسيس مجمع فقهي لعلماء روسيا يجمع في طياته العلماء المعتدلين من جميع جمهوريات ومقاطعات روسيا الاتحادية يكون مختصاً بأمور الفقه والفتوى على غرار المجلس الأوروبي للإفتاء ، إضافة إلى ضرورة العمل على تطوير المناهج الإسلامية في جميع مستويات التعليم في روسيا لبث رسالة الوسطية والاعتدال لدى جميع الأجيال وبما يحقق استقراراً ووعياً وفهماً عميقاً بصحيح الدين مؤكداً أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يمكنه تقديم الدعم الفني اللازم لإتمام هذين المشروعين على الوجه الأكمل .

كما أكد الدكتور عبد الرحمن آل محمود – عضو مجلس أمناء الاتحاد والمشارك في الزيارة – أن العالم يحتاج إلى مزيد من العدل والوعي في تعاملاته مع قضايا العالم الإسلامي ، وأن ينحاز إلى الشعوب التواقة للحرية ولا ينحاز لديكتاتوريات لن تساهم إلا في زيادة فتيل الأزمات اشتعالاً ومن ثم زيادة التشدد والعنف ما يوجب إعادة النظر في السياسات الدولية في التعامل مع قضايا المسلمين .

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور لؤي يوسف – المنسق العام لممثلية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في روسيا – قد أكد على أن الاتحاد يحظى الآن بشعبية كبيرة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي وخصاة خلال السنوات القليلة الماضية من خلال مشاركاته الإيجابية في دعم قضايا مسلمي روسيا وتلبية احتياجاتهم من الفتاوى ورفع الوعي بأمور دينهم والمشاركة في المؤتمرات العلمية للخروج بتوصيات عملية تنهض بواقع المسلمين في روسيا ، وهذا جزء من رسالة الاتحاد العالمية المعتدلة .

يذكر أن الأمين العام قد أجرى حواراً تليفزيونياً مع واحدة من أكبر القنوات الإسلامية الروسية Al-RTV .