القرة داغي والنعيمي والصيرفي والمحمدي وهنداوي أبرز المشاركين
أسس ومقومات الحوار بين الإسلام والديانات الشرقية من أولوية محاور الندوة
دلهي — موفد لجنة القضايا الاسلامية 20-02-2009:
يشارك فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القرة داغي والشيخ مصطفى الصيرفي ود. علي المحمدي ود.خالد هنداوي ود. ابراهيم النعيمي مدير مركز قطر لحوار الاديان. في ندوة كبرى تقام لأول مرة للحوار بين الاسلام وأتباع الديانات الشرقية “الهندوسية، البوذية، السيخية، الجينية…” برعاية نائب رئيس جمهورية الهند السيد حامد الأنصاري وذلك بالعاصمة الهندية دلهي يومي 20 و21 فبراير الجاري.. وتنظمها لجنة القضايا والأقليات الإسلامية التابعة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين..وسوف تتكون محاور تلك الندوة من عناوين مهمة هي: أسس ومقومات الحوار بين الإسلام والديانات الشرقية، الواقع المحلي للأقلية الإسلامية في الهند، مجالات التعامل والتعاون بين المسلمين وغيرهم، علاقة المسلم بغيره في المنظور الإسلامي، الواقع المحلي للأقلية الإسلامية في الصين، الواقع المحلي للأقليات الإسلامية في بقية البلدان الشرقية… وقد اعتذر فضيلة العلامة د. يوسف القرضاوي عن عدم المشاركة نظرا لارتباطه بموعد فحص صحي طارئ خارج الدوحة اليوم السبت.
وافصح د. محيي الدين القرة داغي رئيس اللجنة أن هذه الندوة قد استغرق الإعداد لها حوالي سنة، وقد تم اختيار الهند لبداية الحوار مع أتباع الديانات الشرقية بسبب أن الأقلية المسلمة في الهند هي أكبر أقلية مسلمة تعيش خارج العالم الإسلامي “قرابة 180 مليون نسمة”؛ مشيرا إلى الأهمية الاستراتيجية في المستقبل القريب للهند على الساحة الدولية.. لكن لجنة القضايا والأقليات بدأت قبل سنتين تقريبا في إجراء العديد من المشاورات والاتصالات بالجمعيات والمؤسسات الإسلامية الهندية عارضة عليها فكرة عقد ندوة تشاورية من أجل البحث في إمكانية توحيد صفوف المسلمين في شبه القارة الهندية، وبفضل الله لاقت هذه الدعوة القبول والترحاب من جميع الجمعيات والمؤسسات تقريبا.
وقال: وقد عقدت هذه الندوة بفضل الله تعالى وبحضور أغلب الجماعات والشخصيات الاسلامية الهندية وكان ذلك في 20 — 21 — 22 يونيو 2008 بالدوحة وانتهت الى عدد من التوصيات والقرارات المهمة، كما تم الاتفاق مع هذه المؤسسات على عقد ندوة مع أصحاب الديانات الأخرى في هذا البلد وفي البلدان المجاورة يشارك فيها المسلمون في الهند كجهة موحدة، ونطمح كذلك إلى فتح فرع يكون بمثابة الجهة التي ستوحد الإخوة في الهند.
وحول مبررات طرح فكرة هذه الندوة قال د. القرة داغي إن هذه المبررات تتلخص في التالي:
— إن الديانات الشرقية تعتبر أكثر عددا من المسلمين والمسيحيين مجتمعين، حيث قد يصل عدد أتباعهما في الهند والصين واليابان وتايلاند وبورما وفيتنام وغيرها إلى حدود نصف سكان العالم أو أكثر تقريبا (ثلاثة مليارات).
— إن أغلب المسلمين الذين يعيشون خارج العالم الإسلامي يعيشون بين أصحاب هذه الديانات (مسلمو الصين والهند وسريلانكا وبورما وتايلاند وغيرها).
— السعي إلى جعل أصحاب هذه الديانات بمنأى عن التأثيرات الإعلامية والسياسية التي تقودها عديد من الدوائر الغربية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
— الأهمية الاستراتجية في المستقبل القريب للصين والهند ذوي الأغلبية من معتنقي هذه الديانات مما سيجعل من ضبط علاقة احترام وحوار بينهم وبين الأقلية المسلمة أهمية قصوى في ربط علاقات تعاون بين هذين البلدين والعالم الإسلامي على عكس ما هو حاصل الآن بين العالم الإسلامي وأوربا وأمريكا كقوتين دوليتين.
— إمكانية الحد من الآثار السلبية والمساهمة في معالجة بعض القضايا التي تعيشها بعض الأقليات الإسلامية في بعض من البلدان ذات الأغلبية من معتنقي هذه الديانات مثل قضايا كشمير وبورما وتايلاند.
— وجود جالية كبيرة من معتنقي هذه الديانات منتشرة في الكثير من دول العالم الإسلامي وبخاصة في منطقة الخليج.
وأضاف د. القرة داغي أن الندوة ستشهد إن شاء الله حضور عدد من رجال دين هندوس وبوذيين وسيخ وجينيين من الهند وخارجها، وسيكون المدعوون بصورة عامة من وجهاء قومهم من رجال دين وساسة وأساتذة جامعات وباحثين، مشيرا إلى أنه تم إعداد عدد من الورقات المضمونية التي ستقدم في هذه الندوة بأكثر من لغة وأساسا بالأوردية، وبالعربية والإنجليزية، مشيرا كذلك إلى أن عدد المشاركين سيكون في حدود 160 مشاركا، قرابة 30 شخصية من خارج الهند والبقية من الهند بمن فيهم الجمعيات والشخصيات الاسلامية الهندية..
وكان فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قد اعلن عن عزم الاتحاد تنظيم ندوة في 19 فبراير القادم ولمدة ثلاثة أيام بالعاصمة الهندية “نيودلهي” عن الحوار بين الإسلام وأتباع الديانات الشرقية برعاية نائب رئيسة جمهورية الهند السيد حامد الأنصاري.
وفي مؤتمر صحفي عقده فضيلته في الثلاثين من يناير الماضي وبحضور د. علي محيي الدين القرة داغي رئيس لجنة القضايا والأقليات الإسلامية بالاتحاد والشيخ مصطفى الصيرفي عضو الاتحاد، لفت إلى أن المسلمين في العصر الحديث ركزوا على الحوار مع أتباع الديانات الكتابية وأهملوا الحوار مع أتباع الديانات الشرقية مثل الهندوسية والبوذية والسيخية وغيرها رغم علاقات الجوار الوطيدة بين الدول الإسلامية والدول التي تنتشر فيها هذه الديانات.
وأشار د. القرضاوي إلى أهمية هذه الندوة لكونها الأولى على مستوى حوار الأديان وللأهمية التي يمثلها الحوار مع أتباع هذه الديانات الذين يمثلون أكثر من ثلاثة مليارات نسمة، مبينا أن انعقاد هذه الندوة يعد إحدى ثمار ندوة الأقليات الإسلامية التي عقدت في الدوحة عام 2008.
وأشاد فضيلته بالجهود الكبيرة التي بذلتها لجنة القضايا والأقليات بالاتحاد التي يترأسها د. القرة داغي وتضم في عضويتها الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل محمود رئيس المحاكم الشرعية السابق (في قطر) والشيخ مصطفى الصيرفي، ومجموعة أخرى من علماء الأمة الأفاضل الذين بذلوا جهودا كبيرة في التقارب بين الأمة الإسلامية وجيرانها أتباع الديانات الأخرى.
ولفت إلى أن اللجنة بدأت الخطوة الأولى في التوجه نحو أتباع الديانات الأخرى بعدما تم وقف الحوار مع الفاتيكان الذي كان قد بدأ عام 2001 بسبب محاضرة بندكت السادس عشر التي اتهم فيها الإسلام بأنه دين عنف ورسوله صلى الله عليه وسلم بأنه لم يأت بجديد، مشيرا إلى أن اللجنة سوف تتوجه كذلك إلى إفريقيا لمعالجة العديد من الظواهر السلبية مثل ما جرى في نيجيريا مؤخرا.
وشدد القرضاوي على أن الإسلام يدعو للتسامح مع المخالفين ما داموا لم يعتدوا علينا، مقررا عدة أسس يقوم عليها التسامح أولها أن الاختلاف بين البشر في المعتقد واقع بمشيئة الله، كما أن حساب الناس على اختلافهم في الأديان لا يكون في الدنيا وإنما في الآخرة، وكذلك فإن الإسلام يحترم ادمية الإنسان لكونه إنسانا بغض النظر عن دينه وعرقه ولونه، فقد قرر الإسلام العدل للجميع، مشيرا إلى أن هذه الأسس كفيلة بخلق فرص للحوار والتعايش مع الآخر.
يذكر ان اتحاد العلماء يسعى إلى تحقيق هدف كلي، تنبثق منه أهداف جزئية شتى. أما الهدف الكلي الأكبر، فهو الحفاظ على الهوية الإسلامية للأمة، لتبقى كما أرادها الله أمة وسطا، شهيدة على الناس، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، مؤمنة بالله، والوقوف في وجه التيارات الهدامة التي تريد أن تقتلع الأمة من جذورها، داخلية كانت أم خارجية، وموالاة الأمة بالتفقيه والتثقيف والتوعية حتى تعرف حقيقة دورها ورسالتها، وتندفع إلى أداء مهمتها بإيمان وإخلاص، موحدة الغاية، موحدة المرجعية، موحدة الدار، مستقيمة المنهج والطريق.
كما يذكر ان عددا من اللجان تكون عمل الاتحاد الذي تأسس في دبلن عام 2004 وله فروع في بعض الدول العربية من هذه اللجان لجنة العضوية ولجنة الفقه والافتاء ولجنة الثقافة والبحوث ولجنة القضايا الاسلامية ولجنة الاعلام والعلاقات العامة ولجنة الترجمة والتأليف ولجنة الحوار.
(جريدة الشرق القطرية)