الدوحة — الشرق
دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى تمسك المسلمين بالرحمة وبيّن نماذج من الرحمة وكونها أساسا في الإسلام وقال: إن الرحمة أكثر طلباً، وأشد إلحاحاً وأكثر وجوباً وفرضاً بالنسبة لمن قلدهم الله المسؤولية، أيا كانت، وعلى جميع المستويات، مسؤولية الأسرة، ومسؤولية الإدارة، ومسؤولية الوزارة، ومسؤولية الإمارة.
وقال إنه كلما كبرت المسؤولية ازدادت الحاجة إلى الرحمة، ولقد علم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم آلية جذب القلوب والأفئدة إليه، فقال تعالى: { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
الرحمة في سيرة الأولين
وذكر فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: لنا في سيرة الأولين خير مثال، حيث كان عمر رضي الله عنه يبكي حتى أثرت الدموع في وجنتيه، وكان يقول: ماذا أقول لربي إذا سألني عن الجياع والأيتام والضعفاء، ولقد سطر التاريخ مقولته المشهورة بخط ذهبي على صحيفة فضية، لو أن شاة بالعراق عثرت لوجدتني مسؤولاً عنها.
وربط بين هذا الخلق وبين واقعنا اليوم وقال: "إننا اليوم نعاني من آثار الاستعمار والاحتلال لبلادنا، حين خرجوا من بلادنا ورثوها أفكاراً بعثية وشيوعية وعنصرية، ومن آثار تلك الأفكار ما نشاهد كل يوم من طغيان بعض الحكام على شعوبهم، وقتلهم وتشريدهم وإبادتهم بجميع أنواع الأسلحة الفتاكة منها وغيرها وما الصور التي تبثها وسائل الإعلام عن الجرائم التي حلت بمدينة خان شيخون في سورية إلا دليل على جور الحاكم وتوغله في الإجرام.
وأضاف: ان المسلمين اليوم ليعانون من مصيبة أخرى، ألا وهي الاستعانة بالآخرين من غير المسلمين، ممن يكيدون بنا ليل نهار.
ضرب الأبرياء بالغازات
وأعرب عن أسفه العميق لضرب الأبرياء من أهل سوريا بالغازات الكيماوية مشيرا إلى أنه تم ضرب المدينة بالأسلحة المحرمة دولياً كما ضربت من قبل مدينة حلبجة فلم يملك أهلها من أمرها رشداً، ولجأت إلى الاستعانة بقوى أخرى تنقذها من البطش والقتل، بينما عالمنا العربي والإسلامي لا يملك إلا التنديد والاستنكار.
وأضاف "للأسف الشديد أيدت بعض دول عالمنا التي تدعي الإسلام تلك الجرائم النكراء وإن ربك لهم ولغيرهم لبالمرصاد، وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون، وليأتين عليهم يوم يعضون فيه على أيديهم أسفاً وندماً، ولات ساعة مندم.. إذ الركود إلى الظالمين ظلم، ولقد قال علماؤنا: إن الإنسان لا يؤاخذ على النية ولا يحاسب إلا في حالتين: الركود إلى الظالمين وإرادة الظلم في مكة المكرمة.