عقد الأتحاد
العالمي لعلماء المسليمن مؤتمر صحفي بحضور العلامة الدكتور يوسف القرضاوي وحضور
الاستاذ الدكتور علي محيي الدين القرة داغي رئيس لجنة القضايا والأقليات الإسلامية
بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ مصطفى الصيرفي عضو الاتحاد لتسليط الضوء
على الندوة المزمع عقدها في التاسع عشر من فبراير القادم ولمدة ثلاثة أيام في
العاصمة الهندية “نيودلهي” عن الحوار بين الإسلام وأتباع الديانات
الشرقية برعاية نائب رئيسة جمهورية الهند السيد حامد الأنصاري.
وقال العلامة القرضاوي إن المسلمين في العصر الحديث ركزوا على الحوار مع أتباع
الديانات الكتابية وأهملوا الحوار مع أتباع الديانات الشرقية مثل الهندوسية والبوذية
والسيخية وغيرها رغم علاقات الجوار الوطيدة بين الدول الإسلامية والدول التي تنتشر
فيها هذه الديانات.
وأشار د. القرضاوي إلى أهمية هذه الندوة لكونها الأولى على مستوى حوار الأديان
ونظرا للأهمية التي يمثلها الحوار مع أتباع هذه الديانات الذين يمثلون أكثر من
ثلاثة مليارات نسمة، مبينا أن انعقاد هذه الندوة يعد إحدى ثمار ندوة الأقليات
الإسلامية التي عقدت في الدوحة عام 2008.
وأشاد العلامة القرضاوي بالجهود الكبيرة التي بذلتها لجنة القضايا والأقليات
الإسلامية بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التي يترأسها الدكتور القرة داغي وتضم
في عضويتها فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل محمود رئيس المحاكم الشرعية سابقا
والشيخ مصطفى الصيرفي ومجموعة أخرى من علماء الأمة الأفاضل الذين بذلوا جهودا
كبيرة في التقارب بين الأمة الإسلامية وجيرانها أتباع الديانات الأخرى.
ولفت د. القرضاوي إلى أن لجنة القضايا والأقليات الإسلامية بالاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين قد بدأت الخطوة الأولى في التوجه نحو أتباع الديانات الأخرى بعدما
تم وقف الحوار مع الفاتيكان الذي بدأ عام 2001 بسبب محاضرة بندكت السادس عشر التي
اتهم فيها الإسلام بأنه دين عنف ورسوله صلى الله عليه وسلم بأنه لم يأت بجديد،
مشيرا إلى أن اللجنة سوف تتوجه كذلك إلى إفريقيا لمعالجة العديد من الظواهر
السلبية مثل ما جرى في نيجيريا مؤخرا.
وشدد العلامة يوسف القرضاوي على أن الإسلام لا يحبذ سفك الدماء وهو يدعو للتسامح
مع المخالفين ما داموا لم يعتدوا علينا، وقد قرر الإسلام عدة أسس يقوم عليها
التسامح أولها أن الاختلاف بين البشر في المعتقد واقع بمشيئة الله، كما أن حساب
الناس على اختلافهم في الأديان لا يكون في الدنيا وإنما في الآخرة، وكذلك فإن
الإسلام يحترم آدمية الإنسان لكونه إنسانا بغض النظر عن دينه وعرقه ولونه، وقد قرر
الإسلام العدل للجميع، مبينا أن هذه الأسس كفيلة بخلق فرص للحوار والتعايش مع
الآخر.
من ناحيته أوضح الدكتور علي محيي الدين القرة داغي أن الندوة المزمع عقدها في
الهند للحوار بين الإسلام وأتباع الديانات الشرقية قد استغرق الإعداد لها من قبل
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حوالي سنة، مشيرا إلى أن عدد أتباع الديانات
الشرقية في قارة آسيا يصل إلى ما يزيد على ثلاثة مليارات نسمة ويعيش بينهم عدد لا
بأس به من المسلمين.
وحول اختيار الهند لبداية الحوار مع أتباع الديانات الشرقية قال د. القرة داغي إن
الأقلية المسلمة في الهند هي أكبر أقلية مسلمة تعيش خارج العالم الإسلامي (قرابة
180 مليون نسمة) ولذلك قررنا أن نبدأ بها وكذلك الأهمية الإستراتيجية في المستقبل
القريب للهند على الساحة الدولية من المهم أن تكون هذه الأقلية موحدة ومنظمة من
أجل التأثير في الواقع السياسي لهذه القوة الصاعدة في المستقبل القريب وكذلك العمل
على ربط علاقات تعاون بين هذه البلاد والعالم الإسلامي على عكس ما هو حاصل الآن
بين العالم الإسلامي وأوروبا وأمريكا كقوتين دوليتين.
وأشار د. القرة داغي إلى أن لجنة القضايا والأقليات الإسلامية بالاتحاد العالمي
لعلماء المسلمين بدأت قبل سنتين تقريبا في إجراء العديد من المشاورات والاتصالات
بالجمعيات والمؤسسات الإسلامية الهندية عارضة عليها فكرة عقد ندوة تشاورية من أجل
البحث في إمكانية توحيد صفوف المسلمين في شبه القارة الهندية، وبفضل الله فقد لا
قت هذه الدعوة القبول والترحاب من جميع الجمعيات والمؤسسات تقريبا. وقد عقدت هذه
الندوة بفضل الله تعالى وبحضور أغلب الجماعات والشخصيات الاسلامية الهندية وكان
ذلك في 20 — 21 — 22 يونيو 2008 بالدوحة وانتهت الى عدد من التوصيات والقرارات
الهامة،كما تم الاتفاق مع هذه المؤسسات أنه وبعد عقد هذه الندوة سنعقد ندوة أخرى
مع أصحاب الديانات الأخرى في هذا البلد وفي البلدان المجاورة يشارك فيها المسلمون
في الهند إن شاء الله كجهة موحدة، ونطمح كذلك إلى فتح فرع يكون بمثابة الجهة التي
ستوحد الإخوة في الهند.
وحول مبررات طرح فكرة هذه الندوة الثانية التي من الممكن أن تتوسع لتشمل الديانات
الشرقية المنتشرة في الصين، قال د. القرة داغي إن مبررات طرحها تتلخص في التالي:
1 — إن الديانات الشرقية تعتبر أكثر عددا من المسلمين والمسيحيين مجتمعين، حيث قد
يصل عدد أتباعهما في الهند والصين واليابان وتايلاند وبورما وفيتنام وغيرها إلى
حدود نصف سكان العالم أو أكثر تقريبا (ثلاثة مليارات).
2 — إن أغلب المسلمين الذين يعيشون خارج العالم الإسلامي يعيشون بين أصحاب هذه
الديانات (مسلمو الصين ومسلمو الهند وسريلانكا وبورما وتايلاند وغيرها).
3 — السعي إلى جعل أصحاب هذه الديانات بمنأى عن التأثيرات الإعلامية والسياسية
التي تقودها عديد من الدوائر الغربية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
4 — الأهمية الإستراتجية في المستقبل القريب للصين والهند ذوي الأغلبية من معتنقي
هذه الديانات مما سيجعل من ضبط علاقة احترام وحوار بينهم وبين الأقلية المسلمة
أهمية قصوى في ربط علاقات تعاون بين هذين البلدين والعالم الإسلامي على عكس ما هو
حاصل الآن بين العالم الإسلامي وأوربا وأمريكا كقوتين دوليتين.
5 — إمكانية الحد من الآثار السلبية والمساهمة في معالجة بعض القضايا التي تعيشها
بعض الأقليات الإسلامية في بعض من البلدان ذات الأغلبية من معتنقي هذه الديانات
مثل قضية كشمير وبورما وتايلاند و…
6 — وجود جالية كبيرة من معتنقي هذه الديانات منتشرة في الكثير من دول العالم
الإسلامي وبخاصة في منطقة الخليج.
وقال د. القرة داغي إن الندوة سوف يحضرها عدد من رجال دين هندوس وبوذيين وسيخ
وجينيين من الهند وخارجها، والمدعوون بصورة عامة هم من وجهاء قومهم من رجال دين
وساسة وأساتذة جامعات وباحثين كما أعدت عددا من الورقات المضمونية التي ستقدم في
هذه الندوة بأكثر من لغة وأساسا بالأوردية، وبالعربية والإنجليزية، مشيرا إلى أن
عدد المشاركين سيكون في حدود 160 مشاركا قرابة 30 شخصية من خارج الهند والبقية من
الهند بمن فيهم الجمعيات والشخصيات الاسلامية الهندية.
وحول محاور الندوة قال د. القرة داغي إن الندوة ستكون على مدار يومين يسبقهما يوم
تحضيري وستكون هناك جلسات صباحية ومسائية، وتكون الجلسات موزعة كالتالي:
— جلسة الافتتاح: تقدم فيها كلمات راعي الندوة ورئيس اتحاد علماء المسلمين، أو من
ينوب عنه، ورئاسة اللجنة المنظمة تقدم فيها بعد الترحيب أهداف هذه الندوة وماذا
تطمح هذه اللجنة من نتائج يمكن ان تتمخض عنها وهذه الورقة لابد أن تعد إعدادا
جيدا، كما يتم تقديم البرنامج الكامل للندوة،ويتم تقديم الضيوف من خلال مداخلات
موجزة للتعريف والترحيب، وتعطى كلمات قصيرة لكل ممثل من ممثلي الأديان المدعوين،
وزمن الجلسة ثلاث ساعات ونصف (من الساعة 10 إلى الواحدة والنصف).
وستشهد الجلسة الثانية تقديم بحوث وأوراق مع النقاش (يقع تحديد البحوث والورقات
فيما بعد)، والجلسة الثالثة ستشهد مواصلة تقديم الورقات وهكذا بقية الجلسات،
وستحدد محاورها بالتفصيل، فيما ستخصص الجلسة الختامية للاستخلاصات والنتائج من
خلال بيان ختامي يتم إعداده على ضوء الورقات والنقاشات التي حصلت وبالاتفاق مع
جميع الأطراف المشاركة.
وحول المواضيع التي سيتم طرحها خلال الندوة، أشار د. القرة داغي إلى أن الورقة
الأولى ستدور حول أسس ومقومات الحوار بين الإسلام والديانات الشرقية، فيما ستتناول
الورقة الثانية المعالم المشتركة في القيم، وتتناول الورقة الثالثة الواقع المحلي
للأقلية الإسلامية في الهند، وتكون له ورقتان، ورقة خاصة بالإسلام، وورقة أخرى
لبقية الأديان السائدة في الهند، والورقة الخامسة مجالات التعامل والتعاون بين
المسلمين وغيرهم، والورقة السادسة تتناول علاقة المسلم بغيره في المنظور
الإسلامي،والورقة السابعة تدور حول الواقع المحلي للأقلية المسلمة الإسلامية في
الصين (ورقتان)، وتتناول الورقة الثامنة الواقع المحلي للأقليات الإسلامية في بقية
البلدان الشرقية.
عن جريدة الشرق
بتصرف