نظم المجلس الطلابي في كلية الدراسات
الاسلامية في قطر يوم الأربعاء 3/1/2010، وبحضور عدد غفير من المهتمين بقضايا
المرأة، محاضرة علمية لفضيلة الشيخ الدكتور/
علي محي الدين القرة داغي بعنوان “نظرات جديدة حول المرأة في القرآن الكريم”.
ابتدأ فضيلته بإلقاء الضوء على منهج القرآن
الكريم، وهو منهج الشفاء وليس العلاج، حيث أن العلاج يترتب عليه آثار جانبية، بينما
الشفاء يكون بدون آثار، وهذا ما يتبعه القرآن كمنهج في كل قضاياه.
ومن ثُم تطرق إلى منهج آخر، وهو منهج الشفع،
(والشفع والوتر)، وهنا وضّح الشيخ أن المراد بالشفع أي أن كل ما هو مخلوق في هذا الكون
قائم على الزوجية، أي قسمين، وضرب مثال على الذرة، فحتى الذرة مُكونه من موجب وسالب،
وكذلك الانسان، منه ذكر ومنه أنثى.
وتدّرج الحديث ليصل إلى أن الكون موزون،
“وأنزلنا معهم الكتاب والميزان”، حيث أن الكتاب هو الدستور، والميزان هو
المعيار الذي يتبعه هذا الدستور ليتوازن الكون.
وبعد هذه المقدمة التي دخلت في عمق مفاهيم
ومناهج القرآن الكريم، فُتح ملف المرأة، وكيف أن القرآن الكريم من أول نزوله أزال الشبهات
عن المرأة، وبدأ بإثباتها من النفي إلى الوجود…
وكيف أنها حتى في درجة ومكانة كبيرة
“أمك ثم أمك ثم أمك، ثم أبوك”, وهنا شرح فضيلته أن “أمك: الأولى تُشير
إلى مشاركة المرأة في تكوين الجنين، و”أمك” الثانية تشير إلى أنها حملت وتعبت
في تسعة أشهر، و”أمك” الثالثة تشير إلى أنها ربّت ورعت هذا الطفل حتى الكبر!!
وتخلل هذا الحديث مجالات علمية، حيث أن
تحديد الجنين سواء كان ذكر أو أنثى، يُحدده الحيوان المنوي، وليست البويضة، وهنا أشار
فضيلته إلى ان المرأة ليست مسؤولة عن تحديد جنس الجنين، بل على العكس، المسؤول هو الرجل.
ثم ذكر نقطة هامة جدا، وهي أن البعض تعوّد
على أن لدى المرأة صفات لا تتغير، كالعصبية أو عدم التحمل وخلافها، وأكّد فضيلته على
أن هذه الأمور تعود للتربية، ليس لكونها “أمرأة”، فالتربية هنا أساس لكل
شيء، وهو الذي يحدد الصفات، وضرب هنا بعض قِصص لنساء كانوا بمثابة ألف رجل، منها قصة
أم موسى، وأخته، وملكة سبأ.
وبعد ساعة من هذه المحاضرة، فُتح المجال للنقاش والاسئلة،
وتم التفاعل من قِبل الحضور.