السؤال :
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته اختلط علينا الأمر في الجزائر (في مجال العمل حيث فرص العمل تكاد تكون معدومة) وإن وجدت فنادرا ما تخلو من الرشوة، إلا أننا سمعنا في المده الأخيره عن وجود شيء يسمى (الوُصله)بضم الواو وسكون الصاد وفتح اللام. ومعنى هذا هو أن تتحصل على عمل مقابل أن(تعطي مبلغا من المال للواسطه الذي ساعدك للحصول على العمل أو تتخلى له عن نسبه من راتبك الشهري). -ملاحضة: لا يمكنك أن تقتحم عالم البحث عن العمل لأنك إن ذهبت فستقول لك الشركه: نحن لا نتعامل مع الأفراد مباشرة، ونحن نتعامل مع الواسطة. ومن المعلوم بأن الواسطة معتمدة لدى الدولة، إذا كان قريبك مديرا أوإطارا في الشركه ربما في هذه الحالة أن تتحصل على عمل. أفيدونا في هذا أفادكم الله وسدد خطاكم، ونفعنا بعلمكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن تبعه، وبعد: فلا شك أن هذه الإجراءات والوسائل التي تعيق المسلمين عن أعمالهم بحرية وعدالة ونزاهة هي وسائل محرمة، وذرائع للشر والفساد، كتب الله اللعنة لمن يزاولها أو يستعملها، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “لعن الله الراشي والمرتشي” وقد أشرك النبي صلى الله عليه وسلم الراشي وهو الذي يدفع الرشوة في هذه اللعنة مع من يقبل الرشوة ، لأنه سبب لتحقيق هذا المحرم، وذريعة للفساد، وعون على الإثم والعدوان، قال الله تعالى : {تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}. هذا هو الأصل العام في الشريعة، والقاعدة العامة، والمبدأ الكلي الذي ينبغي أن يطبق. ولكن إذا عم الفساد، وأصبح وصول الإنسان إلى حقه متعسرا أو متعذرا؛ إلا عن طريق الرشوة، أو ما يسمى بدفع المال للوسطاء: فإن بعض العلماء أجازوا ذلك، بشروط: أن يكون ذلك لإحقاق الحق، وليس لإبطال الحق. وأن لا يكون هناك وسيلة أخرى غير هذه الوسيلة. وأن يكون الإنسان بحاجة ماسة إلى ذلك العمل، وليس له سبيل للوصول إليه إلا من خلال ما يدفعه لهؤلاء الوسطاء، تطبيقا لقوله سبحانه وتعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}.
فيجب على المسلم في مثل هذه الظروف الصعبة: أن يتقي الله سبحانه وتعالى، ومع ذلك إذا اضظر، أو مست حاجته الملحة إلى مثل هذه الوسائل، فأرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون معذورا،
والله المستعان.