أدان الاتحاد العالمي لعماء المسلمين الدعوة الحمقاء لإحراق المصحف الشريف، تقودها كنيسة أميركية وينكر أن يكون وراءها مؤمن حقيقي بما جاء به المسيح عليه السلام، ويثمن مواقف عقلاء العالم الذين أنكروا وعارضوا هذه الدعوة، ويدعو المسلمين إلى ملاحقة أصحاب هذه الدعوة قضائيا، وإلى معارضتها سلميا، وإلى بيان حقيقة القرآن الكريم، آخر كتب السماء إلى الأرض، ودعوته إلى البر والتسامح والأخوة والحوار بالتي هي أحسن. وقال الاتحاد في رسالة الى الأمة الاسلامية بمناسبة العيد: تعيش أمتنا الاسلامية دون غيرها من الأمم عيد الفطر المبارك في الأول من شوال من كلِّ عام، وبهذه المناسبة السعيدة يتقدم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الى جميع المسلمين شعوبا وحكاما بأحر التهاني، وأجمل التبريكات، والدعاء الخالص بأن يتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وصالح الأعمال، وأن يعيد هذه المناسبة السعيدة على أمتنا بالخير والنصر والوحدة والتقدم والازدهار.

وقد أوصى الاتحاد بـ :

1- أن فرحة العيد وان كانت مشروعة بل مطلوبة، وذلك بابداء مظاهر الفرح والسرور والبهجة لدى الاسرة والابناء، فإنه مطلوب منا أيضا في ظل الأوضاع تم وصفها أن لا نسرف في هذه المظاهر، وأن يتذكر كل مسلم أوضاع إخوانه، حتى نحقق معنى الأخوة، ومعنى الجسد الواحد الذي جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

2- تحقيق التكافل بين الأغنياء والفقراء في هذه الامة، ولذلك يدعو الى مزيد الانفاق ودفع الزكوات والصدقات إلى إخوانهم المنكوبين والمحتاجين في هذه الأمة، وما أكثرهم من فلسطين إلى الصومال إلى العراق وباكستان وأفغانستان، وغيرها في آسيا وأفريقيا، فكم من مسلم ومسلمة لا يجدون يوم العيد حتى المأكل والملبس، بل هم أفقر وأحوج إلى سد الرمق يوم العيد، وهناك إخوة لهم في الأمة يملكون الملايين والملايين من الأموال والمتاع.

3- مطالبة أولي الأمر من المسلمين أن ينزلوا على إرادة شعوبهم الإسلامية، في تحقيق طموحاتهم في أن يحيوا حياة إسلامية متكاملة، حياة توجهها العقيدة الإسلامية، وتحكمها الشريعة الإسلامية، وتسودها القيم الإٍسلامية، وتراعى فيها الحريات وحقوق الإنسان، ويزول عنها القهر والاستبداد، ويختار الناس فيها حكامهم ونوابهم، عن طريق انتخابات حرة نزيهة، كما نرى العالم من حولنا.

وفي هذا الإطار تتحقق التنمية الشاملة المطلوبة، التي يكون الإنسان محورها، فهو هدف التنمية، وهو صانعها. وبذلك تتقدم الأمة خطوات في سبيل القضاء على مشكلاتها المزمنة، الفقر والجوع والمرض والأمية والتخلف والتفرق والاستبداد، بالإضافة إلى الهم الأكبر، وهو المشروع الصهيوني، الذي يمثل خطرا على الأمة كلها.

4- يدين الاتحاد الدعوة الحمقاء لإحراق المصحف الشريف، تقودها كنيسة أميركية وينكر أن يكون وراءها مؤمن حقيقي بما جاء به المسيح عليه السلام، ويثمن مواقف عقلاء العالم الذين أنكروا وعارضوا هذه الدعوة، ويدعو المسلمين إلى ملاحقة أصحاب هذه الدعوة قضائيا، وإلى معارضتها سلميا، وإلى بيان حقيقة القرآن الكريم، آخر كتب السماء إلى الأرض، ودعوته إلى البر والتسامح والأخوة والحوار بالتي هي أحسن. وفي الختام نسأل الله سبحانه أن يعيد هذا العيد على أمتنا الاسلامية وهي في حال أفضل من هذا الحال، وأن يقر أعيننا بتحرير فلسطين والقدس الشريف، وأن يوفق المسلمين أن يعملوا بجد ليتوحدوا، ويستعيدوا هيبتهم ومكانتهم في العالم انه سميع مجيب، يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) صدق الله العظيم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

الرئيس أ.د/ يوسف القرضاوي                                                      الأمين العام أ.د./علي محي الدين القره داغي