الدوحة– الوطن
أوضح فضيلة أ.د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين النسب الواجب دفعها- والتخلص منها- من أرباح أسهم الشركات المختلطة حسب البيانات المالية للشركات المدرجة في سوق الدوحة كما في 31 ديسمبر 2014م وأكد أن تنقية الأسهم أو الأموال المختلطة واجب، وأبان الأدلة المعتبرة، وقرارات المجامع الفقهية في هذا الشأن وقال فضيلته في تصريح خاص لـ الوطن إنه يتم كل عام بيان النسب التي يجب دفعها في أوجه الخير من الأرباح المحققة من أسهم الشركات المختلطة، مشيرا الى القيام بمراجعة القوائم المالية للشركات المدرجة في سوق الدوحة للأوراق المالية كما في 31 ديسمبر2014، وناشد فضيلته كل من أخذ بفتوى الجواز أن يلتزم بالشروط والضوابط التي وضعتها الفتوى سابقاً، ومن أهمها التخلص من نسبة الحرام والشبهات في كل ربح حصل له سواء كان ربحاً تشغيلياً (وهو الربح الموزع سنوياً) أم ربحاً ناتجاً عن البيع والشراء والمضاربات، وذلك لأن السهم كما قلنا يمثل حصة شائعة من موجودات الشركة، وأن هذا الجزء المحرم إن كان ناتجاً عن فائدة، فهذا واضح في وجوب التخلص منه، وان كان ناتجاً من البيع والشراء، فيجب التخلص بقدره كذلك، لأنه ناتج عن هذا الجزء المحرم، أو أنه يقابله. ونبه إلى أن تنقية الأموال والأسهم المختلطة من الحرام واجب عند جماهير الفقهاء من السلف والخلف، وإن كان الواجب على المسلمين هو الابتعاد عن كل الشبهات، وعن الأموال المختلطة، ولكن إذا وقعت، وحصل المسلم عليها فيجب عليه التخلص من النسب المحرمة.
طريقتان للتنقية
وقال: لتطهير وتنقية الأرباح المحققة من أسهم الشركات المختلطة طريقتان، أما الطريقة الأولى فهي: تنقية الربح كله سواء كان الموزع نقداً أم أسهماً مجانية أم للربح الحاصل المتحقق بسبب البيع والشراء، ونذكر لذلك ثلاثة أمثلة:
أ- الحالة الأولى: إذا كان الربح الموزع نقداً:
مثال على ذلك شخص وزعت عليه أرباح لشركة قطر لنقل الغاز ناقلات مثلاً بقيمة 5.000 ر.ق، فعليه ضرب الربح في النسبة المبينة في الجدول وهي 1.50% فيكون الناتج 75 ر.ق التي يجب التخلص منها في وجوه الخير العامة.
ب- الحالة الثانية: إذا كان الربح الموزع عبارة عن أسهم مجانية:
فلنفترض أن شركة قطر لنقل الغاز ناقلات قامت بتوزيع سهم مجاني لكل سهم مثلاً، فحينئذ يحسب قيمة كل سهم مجاني ويحسب دائماً في قطر على أساس عشرة ريالات فلو اعتبرنا أن الشخص السابق يمتلك ثلاثة آلاف سهم، فسيضاف على أسهمه ثلاثة آلاف سهم مجاني، أي ثلاثين ألف ريال قطري، فيكون مجموع أرباحه 35000.00 ر.ق، يتم ضرب هذا المبلغ في النسبة المبينة في الجدول، أي أن الناتج سيكون 525 ر.ق.
ج – الحالة الثالثة، إذا كان الربح المحقق قد نتج من خلال بيع أسهم:
فلو أن الشخص السابق نفسه باع أسهمه ـ 6000 سهم، وكانت قيمة السهم الواحد 26 ريالاً، أي 156.000 ر.ق، وكان قد اشتراها بـ 63.000 ر.ق، إذن تكون التنقية / التطهير في الربح الذي حققه وهو مبلغ 93.000 ر.ق، فيضربها في النسبة المبينة في الجدول، أي أن الناتج سيكون 1395 ر.ق.
نسبة التنقية
وقد ذكرنا لهذه الطريقة النسبة التي سميناها نسبة التنقية من الربح وهي الآتية:
الطريقة الثانية، هي تنقية السهم نفسه سنوياً حتى لا يبقى شيء من الحرام أو الشبهة فيه، حيث ذكرنا لهذه التنقية تنقية السهم نفسه، وهذه الطريقة سهلة جداً حيث يقوم المساهم بضرب عدد أسهمه في النسب المذكورة، والناتج هو الواجب إخراجه مثلاً مساهم لديه ألف سهم من أسهم شركة قطر وقود 1000 سهم × 0.44 = 440 أي يجب عليه أن يدفع مبلغ 440 ريـالا.
وقد ذكرنا لهذه الطريقة النسبة التي سميناها نسبة التنقية من السهم وهي الآتية:
ودعا مجالس الإدارة للشركات المختلطة أن لا يتحملوا مسؤولية الربا أمام الله تعالى الذي سماه بالحرب فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ» سورة البقرة/ الآية 278-279 كما أوجه ندائي إلى أصحاب الأسهم المختلطة التي فيها شبهة أن يتقوا الله ويتقوا الشبهات، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه وأن يتجهوا نحو المال الطيب الحلال والأسهم الحلال المحض.