الدوحة في: 19 شعبان 1433هـ
الموافق:08/07/2012م.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يندد بالمجازر البشعة التى ترتكب بحق المسلمين فى بورما.
ويناشد منظمة التعاون الاسلامى والامم المتحدة باتخاذ اجراءات حاسمة لمنع التطهير العرقى والجرائم ضد الانسانية ويطالب المسلمين جميعاَ بالوقوف وقفة حازمة لإنقاذ إخوانهم فى بورما
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛
يتابع الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين مايتعرض المسلمون فى إقليم أراكان المسلم فى بورما للقتل والتشريد والاضطهاد منذ فترة طويلة بالإضافة إلى تهجيرهم وتدمير منازلهم وممتلكاتهم ومساجدهم، على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة
ومع الأسف الشديد تقف الحكومة البوذيه موقف المتفرج من المذابح البشعة التى تتصاعد يوماً تلو الاخر تجاه الأقليات المسلمة فى البلاد، حيث لا يمكن إحصاء عدد القتلى فى الهجمات التى تعتبرالأشد فى تاريخ إستهداف المسلمين فى بورما .
وتعيد المجازر الحالية التى يتعرض لها مسلمو أراكان الى الأذهان عام 1942، عندما قام البوذيون بمذبحة كبرى ضد مسلمى “أراكان ” استشهد فيها أكثر من مائة الف مسلم، فيما سبق أن جرى تهجير نحو 1.5 مليون مسلم من أراضيهم بين عامى 1962 و1991 إلى بنجلاديش . ولم يقف الأمر عند حدّ التصفية الجسدية والتطهير العرقى، ولكن تجاوزه إلى الاقصاء السياسى، فعندما جرت الانتخابات، تمّ منح 43 مقعداً للبوذيين و3 مقاعد للمسلمين، فيما لم تعترف السلطات فى بورما – التى يحكمها الجيش- بعرقية سكان أراكان المسلمة رغم المطالبات الدولية المستمرة .
ومن أشكال التطهير العرقى ايضاً ضد مسلمى أراكان، والتى ظهرت اخيراً، عندما أعلنت الحكومة البورمية مطلع شهر يونيو الفائت أنّها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة ممّا اغضب كثيراً من البوذيين بسبب هذا الإعلان، لأنهم يدركون أنه سيؤثر فى حجم انتشار الاسلام فى المنطقة، فخططوا لإحداث الفوضى، وهاجم البوذيون حافلة تقل عشرة علماء مسلمين كانو ا عائدين من أداء العمرة، وشارك فى تلك المذبحة أكثر من 450 بوذياً، تمّ ربط العلماء العشر من أيديهم وأرجلهم وانهال عليهم البوذيون ضرباً بالعصى حتى استشهدوا، وبررّت السلطات هذا العمل القمعى للبوذيين “الذين قاموا بتلك الأفعال بأنه انتقام لشرفهم بعد أن قام شاب مسلم باغتصاب فتاة بوذيه وقتلها”.
ولم تكتف الحكومة بهذا التبرير، ولكنها قامت بتوقيف أربعة مسلمين بحجة الأشتباه فى تورّطهم فى قضية الفتاة، فيما تركت نحو 450 قاتلا بدون عقاب. وعلاوة على على هذا كله، وفى إحدى صلوات الجمعة، وعقب الصلاة أحاط الجيش بالمساجد تحسباً لخروج مظاهرات بعد الصلاة، و قام بمنع المسلمين من الخروج دفعة واحدة، وفى تلك اللحظة وأثناء خروج المسلمين من الصلاة القى البوذيون الحجارة عليهم واندلعت اشتباكات قوية، ففرض الجيش حظر التجول على المسلمين، وترك البوذيين يعيثون فى الارض فساداً، ويهاجمون الأحياء المسلمة بالسيوف والعصى والسكاكين، ويحرقون المنازل ويقتلون من فيها أمام أعين قوات الأمن وأمام صمت العالم.
وأمام مايحدث وما وقع من الجرائم يؤكد الاتحاد ويرى مايلى:
1- يندد الاتحاد بالمجازر البشعة التى ارتكبت بحق إخواننا المسلمين فى اقليم أراكان فى بورما بالقتل والتشريد والتهجير والاضطهاد الذى استمر طوال عدة عقود.
2- يطالب الاتحاد منظمة التعاون الاسلامى والحكومات الاسلامية والمسلمين جميعاً بالوقوف مع إخوانهم المستضعفين فى بورما بقوة، وذلك بالتنديد بحكومة بورما العنصرية وتحذيرها من العواقب الوخيمة لهذه الجرائم ضد الانسانية، والتهديد بقطع العلاقات البدلوماسية والاقتصادية – إن وجدت – فهذا واجب اسلامى وإنسانى يسألنا الله تعالى عنهم إذا لم نقم بفعل أى شئ يمنع هذه الجرائم فقال تعالى (إنما المؤمنون أخوة) سورة الحجرات اية 10 وشبه الرسول (صلى الله عليه وسلم ) المسلمين بالجسد (إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) وأن نصرتهم واجبة فقال تعالى (وإن استنصروكم فى الدين فعليكم النصر ) سورة الانفال اية 72
3- يطالب الاتحاد منظمة الامم المتحدة للقيام بواجبها فى منع هذه الجرائم الخطيرة ضد فئة معينة على أساس الدين كما يطالب المنظمات الحقوقية والانسانية بالوقوف مع هذه القضية الانسانيه والمطالبة بمحاكمة مرتكبى هذه الجرائم العنصرية.
4- يطالب الاتحاد المنظمات الخيرية والاغاثية بالقيام بواجبها نحو هؤلاء المتشددين ولاسيما إنهم يعانون بالاضافة الى الاضطهاد والتشريد من الفقر والمجاعة، وأن الدولة المجاورة (بنغلاديش) هى الأخرى بحاجة الى الدعم، لذلك إننا نناشدهم الله أن يقوموا بواجبهم فى الاغاثة، فالله سائلنا يوم القيامة عنهم اذا مات منهم واحد بسبب المجاعة ولم نقم نحن واجبنا.
والله المستعان
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد