الدوحة في: 13 رمضان 1432هـ
الموافق: 13/08/2011م
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يناشد فيه الأمة الإسلامية والعربية ودول الخليج بإنقاذ الشعب اليمني من الشلل الذي أصاب مرافق الحياة بسبب تعنت الرئيس اليمني، ويحمّلهم المسؤولية أمام الله تعالى ثم التاريخ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد:
يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأوضاع في اليمن وما أصابها من شلل شمل معظم مرافق الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، ويحس بالمعاناة التي يعيشها إخواننا اليمنيون، والتي عمت الوطن والفرد والأسرة ومؤسسات الدولة والمجتمع المدني، وما أصابهم من أضرار اقتصادية ومالية واجتماعية … كل ذلك يعود إلى تعنت الرئيس علي عبد الله صالح في الاستجابة للجماهير العظمى من الشعب اليمني.
والاتحاد أمام هذا الوضع الخطير يرى ويدعو إلى ما يلي:
أولاَ: يناشد الاتحاد قادة دول الخليج بشكل خاص لتحمل مسؤوليتهم أمام إخوانهم اليمنيين في العقيدة والدم والتاريخ المشترك بأن يضغطوا على الرئيس علي عبد الله صالح في الاستجابة الكاملة لمطالب الشعب اليمني من خلال ضغوط سياسية ودبلوماسية واقتصادية، وكل الوسائل المتاحة، فلا يجوز شرعا، ولا عقلا أن يبقى وضع اليمن بهذه الحالة من الشلل والمعاناة، ولا يجوز ترك هذا الشعب العظيم (صاحب الإيمان والحكمة كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم) يعذب بالظلم والتعنت، لأنهم عبروا عن حريتهم وإرادتهم. فالخليجيون قادة وعلماء وسياسيين يتحملون هذه المسؤولية أمام الله تعالى.
ومن جانب آخر فإن أمن اليمن هو أمن الخليج، ومن هنا تقتضي المصالح الإسراع بحل هذه المعضلة بأقرب وقت ممكن، فلا يجوز التباطو فيه، وكلنا أمل في أن تنتهي هذه المشكلة في هذا الشهر الفضيل.
كما يناشد الاتحاد العالم الإسلامي وبخاصة منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية للبدء فورا في حل هذه المشكلة من خلال الاستجابة لمطالب الشعب العادلة، فالشعب في غالبه الأعظم هم صاحب القرار وهم أهل الحل والعقد، أي أهل فسخ البيعة – إن وجدت -، والعقد لها. فما داموا مصرين منذ أكثر من خمسة أشهر على رحيل الرئيس فهذا حقهم وشأنهم، ويجب مساعدتهم.
ثانياً: يطالب الاتحاد الرئيس علي عبد الله صالح بختم مسيرته السياسية بحل هذه المعضلة، وذلك بالتنازل للشعب حماية لهم، وحقنا لمزيد من إراقة الدماء، والمعاناة والشلل، ومنعا للتدويل الذي لا يعود بالخير على الجميع، فنحن نطالبه ونناشده، وإذا فعل ذلك فقد خدم شعبه خدمة جليلة لا تنسى.
ثالثاً: يدعو الاتحاد جميع الشعوب الإسلامية، وبخاصة العلماء والدعاة للوقوف مع الشعب اليمني ماديا ومعنويا، والمساهمة في رفع معاناتهم، والدعاء لهم بالنصر والنجاة .
رابعاً: يدعو الاتحاد الشعب اليمني العظيم أهل الإيمان والحكمة إلى الصبر والثبات حتى يتحقق النصر قريبا إن شاء الله تعالى، ويدعوه إلى المحافظة على سلمية الثورة وحكمتها.
وفي الختام يثمن الاتحاد الحكمة اليمانية داعيا الله تعالى أن يرحم شهداء اليمن، ويشفي جرحاهم، وأن يحمي اليمن عن التفرق والتناحر والفتن. آمين.
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ} [إبراهيم:42]
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام رئيس الاتحاد