صحيفة العرب القطرية
22/08/2010
الاستراتيجية الإسلامية في القضاء على الفساد شاملة لمختلف أوجه الفساد وصوره، ومرتكزة على بناء الإنسان النزيه الطاهر، والمجتمع الطاهر، والدولة الطاهرة القوية. وهي تتكون في نظري من ستة عناصر متكاملة ومترابطة، وهي:

أولاً: تحصين الفرد والمجتمع ضد الفساد، بالعقيدة، والقيم الأخلاقية والتربوية وتنمية الوازع الديني.

ثانياً: الجانب التشريعي الخاص بالعقوبات الدنيوية والأخروية على الفساد الإداري (الرشوة، واستغلال السلطة، والتعسف في استعمال الحق)، كما سبق.

ثالثا: الثواب الدنيوي والأخروي للولاة العادلين الناجحين، حيث يستحقون الشكر والدعاء والتقدير في الدنيا، والجزاء الأوفى عند الله تعالى.

رابعاً: اشتراط مواصفات معينة فيمن يكلف بأداء الوظائف العامة أو المهمة وإحساسه بمسؤوليته أمام الله تعالى ثم أمام المجتمع والأمة.

خامساً: الجانب الاحترازي والوقائي.

سادساً: دور الأمة في الاختيار، والرقابة الشعبية، والمساءلة والتعيير.

والمستحق للتأمل هو أن الإسلام أصّل مبادئ الرقابة الشعبية على السلطة التنفيذية من خلال أمرين هما:

الأمر الأول: أن الأمة الممثلة في أهل العقد والحلّ، هم الذين يختارون من يكون المسؤول الأول عن رعاية مصالح العباد، وحراسة الدين، وسياسة الدنيا.

الأمر الثاني: حق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحق النصح من الجميع للإمام وبالعكس.

الفرع الثاني: الفساد السياسي:

الفساد المتعلق بأمن المجتمع، وهو ما يتعلق بالجرائم التي تمس أمن المجتمع والدولة جميعاً، وهو ضد الأمن والاستقرار الذي يعتبر من أهم الشروط الأساسية للاستثمار والادخار والتنمية، إذ بدون الأمن يفسد كل شيء، وتهاجر رؤوس الأموال إلى الخارج، ولا يكون هناك تحمس لإدخال رؤوس الأموال إلى الداخل.

الفرع الثالث: الفساد البيئي، وأثره على الاقتصاد:

أقصد به: التصرفات الضارة التي تؤدي إلى تلوث ما يحيط بالإنسان من أرض وهواء وسماء، وتغير خواصه، بحيث يترتب على ذلك الضرر والإخلال بالتوازن.

فالفساد البيئي يؤدي إلى تحول المكونات المفيدة المحيطة بنا إلى مكونات ضارة، أو أنها تفقد قيمتها، ودورها الطبيعي، فهو تغير غير طبيعي في الخصائص الفيزيائية أو الكيميائية، بما يضر الحياة في كوكبنا.

آثار الفساد البيئي:

للفساد البيئي آثار سلبية كثيرة في مختلف المجالات، فقد عقد أكثر من خمسمائة عالم من علماء البيئة مؤتمراً في فرنسان بتاريخ 2-3 نوفمبر 2007م، وانتهوا إلى ثلاث نتائج مهمة، وهي:

1 – أن نسب التلوث تتجاوز حدوداً لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.

2 – أن غاز الكربون ازداد في الغلاف الجوي بشكل ينذر بفساد أرضنا.

3 – أن الإنسان هو السبب والمسؤول عما حدث للبيئة من الفساد.

بداية الاهتمام:

هذا، وقد بدأ الاهتمام بالبيئة عالمياً منذ عام 1971م عندما شرعت منظمة اليونسكو في برنامج بحث سمي (الرجل والمحيط الحيوي) استهدف توسيع دائرة المعرفة بعلاقة الإنسان ببيئته الطبيعية.

ثم عقدت الأمم المتحدة في عام 1972م مؤتمراً للبيئة والإنسان في ستوكهولم..

ثم ازداد اهتمامها بها، حيث عقدت مؤتمراً عالمياً تحت اسم: قمة الأرض، في ريو دي جانيرو عام 1992.