استقبل فخامة الرئيس، رجب طيب أردوغان، رئيس جمهورية تركيا بقصره العامر بأنقرة، أ.د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ونائب رئيس لجنة السلم والاعتدال الدولية، وذلك ضمن وفد يضم رئيس لجنة السلم والاعتدال، وأعضاءها، واستغرق الاجتماع أكثر من ساعة، بحث فيها أوضاع الأمة الإسلامية وما آلت إليه من التفرق، والتمزق، والقتال المذهبي والطائفي، والتطرف القاتل، وما يمكن أن يقوم به العلماء المسلمون بمختلف مذاهبهم في هذا الظروف العصيب.
وقد بدأ فخامة الرئيس حديثه بالشكر للحاضرين، وتثمين دور العلماء، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ثم تطرق إلى ضرورة بذل كل الجهود والمساعي الحميدة لتوحيد صفوف المسلمين، ومنع الفرقة والنزاع والاقتتال الداخلي، وأبدى استعداده، واستعداد حكومته، لبذل كل ما في وسعهم لتحقيق هذا الهدف المنشود.
وأكد فخامة الرئيس في كلمته الموجهة إلى الحاضرين على أنه شخصياً وحكومته، والشعب التركي يقفون دائماً مع الحق، ومع حرية الشعوب، ومع الشرعية، ولا يمكن أن يقفوا مع الظلم والانقلاب والاستبداد وما يفعله النظام الظالم في مصر وسوريا. كما أكد على ضرورة الاهتمام بمعاناة الفلسطينيين في غزة والوقوف مع أهل القدس وحماية الأقصى من التدمير، والتقسيم والعدوان.
واختتم كلمته بتوجيه المسؤولية نحو العلماء بأن يقوموا بواجبهم نحو أمتهم منوهاً بدورهم وشاكراً لجهودهم. وبعد ذلك تكلم رئيس اللجنة فضيلة أ.د. محمد جورماز فبين دور اللجنة ومهامها، ما يتوقع منها من تحقيق أهداف عظيمة بتوفيق الله تعالى ثم بدعم فخامة الرئيس، وبقية حكام المسلمين من التعاون البناء.
ثم جاء دور فضيلة أ.د. علي القره داغي، حيث شكر فخامة الرئيس على استقباله الطيب وكلمته الجامعة وما تحمله من طياتها من إحساس بالمسؤولية، وبين ثناياها الجهود المباركة، والاستعداد للمزيد. وأضاف القره داغي بأن أمتنا الإسلامية تعاني حقاً من حالات ضعف وتفرق وتقاتل، وظلم واستبداد، ربما لم يشهد تاريخنا مثلها، وهذا يتطلب فعلاً توحيد جهود جميع الخيرين، والمصلحين، وأصحاب القرار والتوجيه الذين سماهم القران الكريم ب”أولي الأمر” حيث يشمل (الحكام والقادة السياسيين، والعلماء والمفكرين، أي أن يجتمع القلب النابض في جسد الأمة (وهم العلماء)، مع الراس الراعي (السياسيين). ولذلك فالمسؤولية مشتركة، ونحن في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وفي لجنة السلم والاعتدال لن نألو جهداً في خدمة أمتنا، وفي قول الحق، والثبات على المبادئ.
ودعا القره داغي فخامة الرئيس إلى بذل المزيد من الجهد لتوحيد الأمة الإسلامية، وحل مشاكلها، وتوحيد صفوفها، أو على الأقل تجميعها على الثوابت المشتركة بين الجميع. وفي الختام قدّم الأمين العام الدكتور القره داغي إلى فخامة الرئيس مشروع مؤتمر دولي حول منع الازدراء بالأديان، يدعى إليه ممثلو جميع الأديان، والأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع الأهلي، والحقوقي والقانوني لصياغة اتفاقية تقدم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، ومن خلالها إلى الأمم المتحدة للوصول إلى اتفاقية دولية تمنع ازدراء الأديان دون المساس بالحريات العامة المعتبرة.
وأضاف القره داغي بأن هذا المشروع قد قدم إلى وزير العدل القطري آملاَ أن يتم هذا المؤتمر برعاية قطر، وتركيا وقد رحب فخامة الرئيس بهذا المشروع ترحيباً شديداً، وقال: سنتبناه بالتنسيق مع دولة قطر إن شاء الله.
هذا وقد استمر اللقاء أكثر من ساعة، شارك في التحاور فيها بقية الأعضاء.