الدوحة – بوابة الشرق
دعا فضيلة الاستاذ الدكتور علي محي الدين القره داغي الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمعالجة الكسل بالفعل قائلا انه لا يعالج بالكلام، وإنما بالعمل والتخطيط، والتخطيط وهو أمر اساسي في هذا الدين والتنظيم ركن ركين من هذا الدين.
وأشار الى أن صلواتنا كم هي منظمة، فدقيقة قبل موعدها لا تقبل الصلاة، ودقيقة بعدها تعتبر قضاء، هذا كله لتعليمنا، ولنعود أنفسنا على التنظيم والتخطيط وعلى العمل وعلى أن لا نتهاون في أي شئ وعلى المبادرة .
وقال إن الله وصف أهل الجنة الذين يستحقون الفردوس بقوله (أولئك يسارعون في الخيرات) (وهم لها سابقون) يسبقون الخيرات ويسبقون الآخرين وهذا هو المطلوب وفي كل الأمور..
واشار في الخطبة إلى ما يجري في غزة وقال ” أهل غزة قلة وفي مساحة صغيرة أقل من 400 كلم فلو ما كان هؤلاء الشباب المجاهدون الأبطال جادين بهذه الجدية التي فاقت كل تصورات الانسان كأنها معجزة بل هي كرامة أن يقابلوا هذا العدو دون كلل .
ودعا فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب الى عدم الملل واليأس والقنوط ، فيما جرى بغزة وقال ان قوة العدو التي هي أكبر قوة بعد أمريكا وحلف الناتو اسقطت كل الجيوش العربية في ست ساعات في 1967، لم تستطع هذه القوة أن تهزم هؤلاء الشباب من خلال 51 يوما ولا أي شئ، وذلك يرجع الى ايمان هؤلاء الشباب بالله أولا وجديتهم ثانيا.
سبب مشكلاتنا
واشار إلى أنهم بقوا في النفق اياما وعاشوا على التمر وأكرمهم الله داخل النفق بالماء، جديتهم في التحدي والتصنيع رغم قلة الموارد، فلم يعرفوا الكلل ولا النوم، وهكذا تنصع الرجال، ولو كانت الامة هكذا فهل يستطيع الاعداء أن يعملوا فينا ما يفعلون .ورأى ان مشاكل أمتنا الإسلامية اليوم يرجع الى عدم الأخذ بالأسباب فما حدث في العراق وسوريا يعود الى هذا الجانب لذلك الجدية ومحاربة الكسل جزء مهم من عقيدتنا ومن ايماننا وإسلامنا.
سلوك المؤمن
وكان فضيلته قد بدأ خطبته قائلا:اذا نظرنا في كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، حول سلوك المؤمن، نجد انه يركز كثيرا على ان يعيش المسلم جادا في كل أعماله، منفتحا، سعيدا، يتوكل على الله حق التوكل، ويأخذ بجميع الاسباب المتاحة اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويبتعد ابتعادا كليا عما يسمى بالكسل أو التواني أو التقصير في اداء واحباته الدينية والدنيوية. ولذلك حارب الاسلام الكسل بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وجعل الكسل من صفات المنافقين سواء كان هذا الكسل في امر العبادات أو الصدقات والخيرات، فقد وصف الله سبحانه وتعالى المنافقين فقال ( واذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ) ثم وصفهم وصفاً آخر (ولايذكرون الله إلا قليلا) وفي آية ثانية في قضية الانفاق يقول الله سبحانه وتعالى في وصف المنافقين ايضا (ولا ينفقون إلا وهم كارهون). في حين أن الانسان المؤمن ينشط لكل أعماله، ويقوم بأعماله بنشاط كلي، لأنه يؤمن ايمانا جازما يأن كل ما يعمله في هذه الدنيا سواء من باب العبادات داخل المسجد أو خارج المسجد أو من بابا العادات فإذا أراد به وجه الله سبحانه وتعالى وخدمة الناس أو خدمة نفسه وأهله وعياله فأنه مجاهد ومثاب، ولذلك لا يعلم الكسل، بل ينشط لكل الأعمال مهما كان الثمن ومهما كانت قيمة هذا العمل، فلا يعرف الكسل في تصرفاته ولا في أعماله ولا في أنشطته .
فك العقد
واضاف :لذلك وصف الرسول هؤلاء الذين يقوموم الليل ويصلون صلاة الفجر، ويفكون هذه العقد الثلاث، كما في الاحاديث الصحيحة، فإذا قام الانسان لصلاة الليل أو لصلاة الفجر على أقل التقدير فأنه تفك عنه هذه العقد، فيصبح نشيطا طيب النفس، أي أنه لا يكون كسولا ولا يحس بالكسل، وإنما نشيطا في جميع أعماله، أما اذا لم يسمع لنداء الرب بل سمع لنداء الشيطان وأحب النوم والراحة على اساس ضياع صلاته، فإنه يصبح كسلانا خبيث النفس، وتحس بالتعب والمشاكل ولا يحس بالنشاط لأنه لم يؤدي حق الله ولم يبدأ صباحه بحق الله فبذلك يحس بالكسل وخباثة النفس طول اليوم. .المؤمن طيب النفس ونفسه منفتحة مهما كانت المصائب ومهما كانت المشاكل فإن قلبه متعلق بالله، ومرتبط بالله سبحانه وتعالى، ويرجو رحمة الله، ويرجو الثواب من عند الله، وبالتالي لا يحس بآلام الجسد مهما كانت هذه الالام مؤلمة أو كبيرة..هذا هو وصف المؤمن في القرأن الكريم وفي السنة النبوية المشرفة التي تدل على وجوب هذا النشاط وعدم الإحساس بالكسل في الاعمال، ولا يجوز أن يحس بالكسل حينما يكلف بأي عمل كان وفي أي مجال كان، فأنه يعمل بجد ويعلم أن عمله عبادة يرجو بها رضاء الله سبحانه وتعالى، ويرجو بها رحمته وحتى لو لم يجزى الجزاء المناسب من قبل الحكومة أو من رب العمل أو الشركة فإن جزاءه الأوفي عند الله سبحانه وتعالى ..فهو يؤدي واجبه بمنتهى الاتقان الذي فرضه الله تعالى وفرضه الرسول على المسلم في كل أعماله بأن يكون متقنا ومحسنا في جميع أعماله ويبتغي الأحسن والأفضل.