الدوحة – جريدة الشرق
أكد د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ان قوة الأمة في وحدتها وحضارتها وتقدمها وعلومها.. وقال في خطبة الجمعة بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب إن القوة المادية المتمثلة فى الحضارة والتقدم مرتبطة بوحدة الأمة على أن تكون لها خططها واستراتيجياتها..
وأعرب عن أسفه من أن أمة المليار وسبعمائة مليونا اليوم ليس لها أي مشروع استراتيجي، ولا برامج نافعة، ولا مناهج متحدة، بينما هناك خطط ومشروعات لكل شعب ولكل أمة.
وقال إن الأمة لو اجتمعت لاستطاعت أن تحل قضاياها ولكن البعض منها ما يزال ينتظر أن يأتي الحل من هيئات دولية أو يأتي الأمر من منظمات عالمية..
وأضاف " أمتنا مهددة بكل ما تعني الكلمة، إذا لم تتحد على كلمة سواء، وهي مشغولة بنفسها في شتى بقاع العالم الإسلامي، تتنازع بناء على الاختلاف في الفكر والرأي.
وأوضح د. القره داغي أن التربية القائمة على الوحدة والجماعة فريضة شرعية، وعقيدة إسلامية، وان الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى العودة إلى التربية التي تربى عليها سلف الأمة، مؤكدا على الربط بين قضية الوحدة والتربية وصناعة العقل الجماعي أمر مهم لا بد منه، مبينا أن الله تعالى يريد لهذه الأمة أن تتربى على بناء العقلية الجماعية، التي تهدف إلى حب الخير لكل فرد في المجتمع.
تفرقة لا متناهية
وذكر أن أكبر مشكلات الأمة الإسلامية وأعظم فتنها تعود إلى " تفرقة لا متناهية " أصبح بها المسلمون يتفرقون يوماً بعد يوم، من أمة واحدة إلى أمم شتى مختلفة، من حيث القوميات، ثم من حيث المذاهب والطوائف وغير ذلك، ثم أكثر من ذلك حتى أصحاب الدعوة، أو ان المنتسبين إلى الإسلام يتفرقون تفرقات هائلة.
وأعرب عن استغرابه لأمر الأمة رغم وجود الرسالة الخالدة، القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرته العطرة، وقال إن كل ما في الكتاب والسنة يركز على قضية الوحدة والجماعة، وأن يكون الجميع جسداً واحداً، ويداً واحدة، كأنهم جميعاً في سفينة واحدة، الهدف واحد، والمصير واحد.
وأضاف " كل ذلك لا يؤثر كثيراً في هذه الأمة، ولا يترك فيها أثراً، بل تزداد الأمة تفرقاً وتخلفاً، وتزداد حراباً وحرباً واقتتالاً.
لماذا الفرقة؟
أجاب: الذي يطلع عن كثب على واقع الأمة اليوم، ويقارنها بما كانت عليه الأمة في عهد الرعيل الأول، ليجد بوناً شاسعاً وفرقاً كبيراً بين ما كانت عليه الأمة.
العقل يمنع الانحطاط
قال د . القره داغي إن الإنسان العاقل الذي تربى تربية إسلامية صحيحة صالحة يستحيل عليه الوصول إلى الانحطاط في الفكر، وإلى تبني التفرقة والتمزق.. وذكر أن تربيتنا اليوم تركز على التربية العقلية الفردية وتقديس الذات على مستوى الفرد والأسرة والقبيلة والقومية، ولفت إلى أن في هذه التربية معاناة كبيرة فهي لا تربي مجتمعاً ولا أسرة، ولا فرداً.
وأضاف " إن الله يريد لهذه الأمة أن تتربى على بناء العقلية الجماعية، التي تهدف إلى حب الخير لكل فرد في المجتمع، من خلال ربط المصالح المرجوة للأمة بالعقيدة الصحيحة وبالحكمة والعقل السليم .