الدوحة – الشرق
أكد فضيلة د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن أخلاق الدين الإسلامي لا تسمح بما جرى في مطار بلجيكا.
وقال ان هذه الأفعال تساعد اليمينيين المتطرفين بالصعود إلى الحكم في هذه الدول وهم الذين يدعون إلى إخراج المسلمين من هذه البلاد علما أن الإسلام وصل هناك ليس من خلال فاتحين وإنما بجهود من وصلوا هناك بسبب مشكلة في بلادهم أو الاكتساب والارتزاق أو بسبب التعلم.
وقال إن المسلمين في هذه الدول يرتجفون مما فعل هؤلاء ومما سيفعل بهم من قبل المتطرفين اليمنيين.. لافتا إلى أن هؤلاء اللاجئين هربوا من بلادهم بسبب الحروب لكي يستريحوا ولكنهم يفاجئوا بسبب تصرفات هؤلاء انهم متهمون وعليهم مراقبة، ومع أن معظم الشعوب الأوروبية ليسوا عنصريين والدليل بعد ما حدث في فرنسا من التفجيرات أن الشعب تنبه إلى صعود المتشددين فمنعوهم بأصواتهم.
بالأمن والأمن ينتشر الإسلام
وقال فضيلته في خطبة الجمعة أمس بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب: إن العالم اليوم قرية واحدة فأمنهم مع أمننا واحد، فالصراعات لا تنفع ولا تحقق لنا الخير، وإنما في الأمن والأمان ينتشر الإسلام، الرسول كان معه بعد 13 عاما 1400 صحابي، أما بعد الحديبية وبسبب الصلح والأمان كان معه 10 آلاف صحابي. فبالصلح والأمان والاستقرار ينتشر الإسلام والسلم.
كما دعا الشباب إلى أن يستوعبوا هذا الأمر وأنه لا العقل ولا الشرع يسمح بهذا الأمر، لاسيما واننا بأفعالنا نساعد اليمينيين المتطرفين في الصعود إلى الحكم في هذه الدول وهم الذين يدعون إلى إخراج المسلمين من هذه البلاد، علما أن الإسلام وصل إلى هناك ليس من خلال فاتحين وإنما بسبب من وصلوا هناك بسبب مشاكل في بلادهم أو الاكتساب والارتزاق أو بسبب التعلم.
أمنهم أمننا
وتابع قائلا: خلال هذا الأسبوع أنشئ “هاشتاج” باسم أخرجوا الإسلام وأوقفوا الإسلام في أوروبا، هذا الوسم والهاشتاج تفاعل معه مئات الملايين وقد يصل قريبا إلى المليار..
وعلق على ذلك قائلا: أهكذا ينظر إلى دين الرحمة الذي كان الناس يفتخرون به حتى غير المسلمين يشهدون بعظمته؟ ماذا فعلنا بإسلامنا وبماذا أسأنا إلى إسلامنا؟ مع أنه طبيعي أنه إذا فئة معينة أساءت إلى البلد الذي آواهم أن يبحث أهل البلد عن الأمن والأمان.
وقال: كان الألمان في بداية أزمة اللجوء يتدافعون لمساعدة اللاجئين أهكذا نعاملهم بحيث يخافون ممن أووهم، والإسلام يوصينا (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) بغير نظر عن كفرهم وعدم إيمانهم فلم يقيد الآية الإحسان بفئة معينة أو بمؤمن. وقد تجد أن القيادة في هذه الدول معرضة للسقوط لإحساسهم بالمسؤولية أمام هذا الوضع. وفي بروكسل الذي حدثت فيها الانفجارات الأخيرة بغير حق، فبلجيكا هي الدولة الغربية الوحيدة التي تعترف بالإسلام وتعطي رواتب الأئمة وتسمح بدراسة التربية الإسلامية وتعين مدرسين على نفقة الدولة لتدريس أبناء المسلمين الدين الإسلامي ولكن جزاءها كانت هذه التفجيرات. أنا لا اشك في أن قيادات هذه المجموعات المتطرقة مخترقة وعميلة لقيادات دولية وإقليمية.
تغيير النفس من الداخل
وكان فضيلته قد بدأ خطبته قائلا: على الرغم من أهمية تغيير الأنفس من الداخل، فإن هذا التغيير الداخلي للأنفس لن يحقق النتيجة المطلوبة إلا إذا أدى هذا التغيير الداخلي إلى سلوك خارجي، بحيث يتحول السلوك القبيح إلى السلوك المشروع، ومن المشروع إلى الحسن، ومن الحسن إلى الأحسن والأفضل مهمة هذا الدين العظيم، الذي أنزله الله لإصلاح الإنسان في داخله وخارجه.