الدوحة – جريدة الشرق
دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى التحلي بفضيلة الحوار .. وقال في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب إن تربيتنا البيتية تحتاج إلى التغيير لتقوم على الحوار، منتقدا حالنا في هذه التربية ومقارنا إياها بتربية الغرب لأبنائهم.
وقال في الخطبة إن الرحمة تلطف الحوار، وإن أجواءه هي الرحمة وأن يكون الإنسان مشفقا وأن يكون رحيما بالآخر حتى لو كان كافرا أو مجرما .
وأضاف د . القره داغي " من هذه الرحمة العظيمة أن نرحم إخواننا وأن نقوم بمساعد إخواننا الذين يعانون من البرد والجوع الموجودين والنازحين والمهجرين في الأردن ولبنان وسوريا وتركيا والعراق وخاصة في الموصل الذين وصل عددهم إلى 200 ألف نازح في هذا الظرف العصيب .. ودعا إلى إتباع السيرة العظيمة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى هدي القرآن الكريم.
قصة داعية ناجح
وروى الخطيب قصة أحد الدعاة الأمريكيين المؤثرة الذي وفقه الله لإدخال الناس في الإسلام داخل السجون فما يجلس مع سجين إلا ويهديه الله سبحانه وتعالى للدين ومن أهم من أدخلهم الدين مصارع كبير هو وأسرته .. وقال المصارع بعد أن إعتنق الإسلام: " أي شخص يدخل النار ولم يهتد إلى الإسلام فنحن مسؤولون وكل من يخطئ نحن مسؤولون عنه قبل أن نحمله المسؤولية. ولفت إلى أن الأمة تواجه تحد عظيم يتمثل في الأمم تتكالب عليها بشتى الوسائل حتى تمنع هذا الدين العظيم من الانتشار وتشوه صورته الجميلة .. وقال إن برامج السياسيين في أوروبا تقوم على من يقف ضد الإسلام والمسلمين أكثر، ومن يكون شعاره منع الحريات .
تصرفاتنا بحاجة لتغيير
وأضاف: لا ينبغي أن نتحدث كثيرا عن تصرفات هؤلاء وإنما الذي يجب علينا أن نتحدث هو تصرفاتنا وعن واقع أمتنا مع كل هذه التحديات، كم نحن مختلفون، وكم نحن متفرقون، وكم نحن متمزقون .
وأكد د. القره داغي أن وحدة الأمة مقدمة على كل شيء ..وقال إن القرآن الكريم يسمي التفرق والتمزق الذي يصل إلى القتال بالكفر وإن كان كفرا دون كفر فيقول سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) أي أننا إذا أطعنا يجعلنا هذا الفريق كافرين (وكيف تكفرون).
وقال إن إطاعة المفسدين يجعلوننا ويحولوننا إلى الكفر الذي هو ليس كفرا في العقيدة ولكنه كفر من حيث العمل وكفر بوحدة الأمة وكفر بنعمة التوحيد.
وقال د . القره داغي إن الخلل يعود إلى تربيتنا على عدم قبول الآخر، ورفضه لأي اختلاف، وعدم القبول به، إلى تربيتنا على قضية التحاور والجدال بالتي هي أحسن والمناقشة الهادئة الهادفة الهادئة.
وأعرب عن أسفه لفقدان المسلمين إلى الحوار وقال إن الأمور تقوم على الاستعلاء والفوقية والفردية والاعتزاز بالأكبر بالرأي دون الاستماع إلى رأي الآخر داخل البيت، أو إيجاد حلقات حوارية ونقاشية والمناظرات الرائعة.
غياب الحوار بمدارسنا
وقال د . علي القرة داغي إن المدرسين في المدارس يفرضون رأيهم على الطلاب بعيداً عن الإقناع ، بينما المفروض أن يسود جو المدرسة التي فيها التدريس والهدوء والقدرة على النقاش ومهما أساء الطالب الأدب فعليك أن تقنعه وليس التأديب بالضرب صحيحا خاصة في هذا المجال.
ولفت الى أن القرآن العظيم هو كتاب حوار هادئ وهادف وهادي للبصيرة والحقائق . ففي سورة البقرة مباشرة بعد بضع آيات يبدأ الحوار الرباني العظيم بين رب العالمين الذي لا يُسأل عما يفعل ولكن الله أراد أن يعرض أمر خلق الإنسان على الملائكة فقال سبحانه (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) والملائكة أمام رب العالمين وكبريائه قالوا كل ما في قلوبهم.