الراية – الدوحة
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس إنه إذا كان إمام المسجد لا يجوز له أن يؤم الناس إذا كانوا له كارهين فكيف يأتي هؤلاء وقد قتلوا شعوبهم كما يحدث حاليًا في حماه وغيرها من المدن السورية، وكذلك ما يحدث في العراق، الذي يُعتبر من الدول الغنية على مستوى العالم ولديه بحر كبير من الاحتياطي النفطي، ويستطيع أن ينتج 12 مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى الصناعات والموارد البشرية، مستنكرًا حصار السنة في العراق في 6 محافظات وكأنهم ليسوا من أبناء الشعب العراقي.
وأكد أن ما يحدث في مصر أخطر مما يحدث في سوريا، لأن ما يحدث في سوريا هو حرب، أما ما يحدث في مصر فهو أن هناك فئة من أبناء الشعب يتعرضون للقتل لأنهم رفعوا أصابعهم فقط.
وقال فضيلته إن الأمة تعاني، وكلما ظهرت بادرة خير تكالبت عليها الأمم الأخرى خاصة من الخونة من أبناء جلدتنا وهم أخطر من خونة الخارج، فهم المنافقون في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخطر منهم، عادوا وقطّعوا الآمال وصرفوا أموال الشعوب في سبيل هذه الأمور، لذا نفوض أمرهم إلى الله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وواصل د.القره داغي حديثه حول خيانة الأمانات، مشيرًا إلى أنها هي من أكبر الجرائم، وأن خائن الأمانة سوف يحاسب أشد الحساب يوم القيامة.
وأشار إلى أن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال – حسبما يرويه ابن كثير- إن الخيانة تشمل جميع الذنوب الصغيرة والكبيرة، فمن وفقه الله تعالى لأداء الأمانات، ووفقه الله لعدم الوقوع في الخيانات، فقد اكتسب أجرًا عظيمًا، ونال فوزًا عظيمًا، وتحققت له إن شاء الله البشارة العظمى بأنه يكون في الفردوس الأعلى، كما ذكر ذلك في سورة “المؤمنون” وفي سور أخرى، فأهم الشروط للوصول إلى الفردوس الأعلى بعد الإيمان حفظ الأمانات والوعود والعهود. ورأى أن خيانة الأمانات تشمل جميع الذنوب والمعاصي، فهي تشمل الخيانة مع الدين، أو الخيانة مع الله ورسوله، كما قال الله سبحانه تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ”.
وقال إن خيانة أمانة الله ورسوله هي الخيانة في الدين، ومنها أن يقوم الإنسان بتشويه صورة هذا الدين وألا يكون حاملاً هم نشره بين الناس ولا يقدمه على بقية شؤونه، وإنما يأتي عرضًا في حياته كبقية الأعراض، بينما هذه الأمانة الثقيلة هي التي حمّلها الله على الإنسان بحملين، الحمل الأول: أن يتحمله الإنسان فيطبقه على نفسه، فيكون قدوة للآخرين. والحمل الثاني: أن يحمل هذه الأمانة إلى الآخرين. فلا يكتفى بالنسبة للمسلم أن يكتفي بالأول، وإنما يجب عليه أن يحمل الثاني ولو آية “بلغ عني ولو آية”، من هنا تأتي قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذه القضية الاجتماعية التي لا يجوز لأحد أن يتخلف عنها داخل بيته وخارجه، وفي جامعته ومدرسته، وفي شارعه ومتجره ومصنعه، فإذا رأى منكرًا عليه أن ينكره، وإذا استطاع أن يمنعه فليمنعه، وإلا فلا بد أن يقول إن هذا العمل سيئ وينهاه عن المنكر ويأمره بالمعروف، فإذا تخلف الإنسان عن حمل هذه الأمانة فقد خان هذه الأمانة.
وأضاف أن الخيانة أنواع ومراتب، وخطورتها حينما تصل إلى النفاق في الدين ثم بعد ذلك تأتي بقية الدرجات، ويصف الرسول صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانات في حقوق الله وفي حقوق العباد، وجعلها في حديث متفق عليه ثلث النفاق، وفي حديث آخر ربع النفاق، ولا تعارض بين الحديثين، فإذا كانت الخيانة في الدين أي النفاق فحينئذ تكون ثلث النفاق، أما إذا كانت الخيانة في الأعمال أو في الأمور الأخرى حينئذ تكون ربع النفاق.