شارك الأستاذ الدكتور علي القره داغي – الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين – في حفل تدشين كتاب (باقة من التاريخ) من تحقيق خالد بن محمد البوعينين ، صاحب ديوان الهمزية في وصف الدستور وجميع مواده بالتفصيل ، حيث تم حفل التدشين برعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وقام بالتدشين سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث بدولة قطر بقاعة الفنان جاسم زيني، ببرج الوزارة .
وحيّا الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، خلال حفل التدشين الذي أداره الكاتب جمال فايز، معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لرعايته هذه المناسبة، مبرزا أنه لم يقم بذلك إلا لأهمية الكتاب وتميزه وكونه جديرا بالاهتمام وسط هذا الحضور الطيب.
وقال الدكتور الكواري: «نحن في حاجة كبيرة للاهتمام بتاريخنا العربي الإسلامي في كل المراحل، وبالذات في هذه المرحلة من العصر»، لافتا أن الكتابة في التاريخ ليس بالأمر اليسير، معتبرا إياها بمثابة الإبحار في الأعماق تحتاج لبحّار حاذق وعارف.
وقال فضيلة الدكتور علي القرة داغي، إن الحضارة الإسلامية بينت أن مفتاح الكون كله هو العلم، وأن الله عز وجل عندما أمر الملائكة بالسجود لسيدنا آدم عليه السلام، فيه دلالة على تشريفه بالعلم، فضلا على تبيان الله سبحانه وتعالى لآدم عليه السلام أن مفتاح الخلافة والتمكين هو العلم، مرورا بالأنبياء إلى أن جاء محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ونزلت عليه سورة مطلعها: «اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم».
وأوضح الدكتور علي محيي الدين القرة داغي، أن هاته القراءة تسير على أربعة خطوط هي: خط السمو الروحي، التزكية للنفوس والقلوب، التعليم الميسر للثقافات والعلوم، ثم الاستفادة مما أنتجه العقل الإنساني، مبرزا أن الله عز وجل بيّن أن هذا التوريث لم يأتِ منحة، وإنما يأتي من باب التكليف والأخذ بسنن الله تعالى.
ونوّه القرة داغي، على تركيز دولة قطر على الجانب التعليمي والبحث العلمي الذي تخصص له أعلى حصة على الصعيد العالمي، واهتمامها بالجانب الثقافي والحضاري، معتبرا أن تدشين كتاب لا يقل عن تدشين أي صناعة من الصناعات، ومشيراً إلى أنه في السابق كان الكتاب يوزن بوزنه ذهبا، وأن وزير الثقافة والفنون والتراث يمثل هذا التوجه، ليشيد في آخر حديثه بالمؤلِّف والمؤلَّف.