دعا فضيلة الشيخ الدكتور علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى ضرورة تحكيم العقل والتهدئة لإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر بين قطر وأشقائها في دول مجلس التعاون الخليجي، وقال في تصريح خاص لـ الشرق: إن رجال الدين والعلماء والمفكرين يجب أن يكون لهم دور بارز في درء الفتن وإصلاح الشقاق بالعقل والموعظة الحسنة بعيدا عن إثارة الفتنة والجدل بين المتنازعين. كما شدد فضيلته على ضرورة قول الحق وعدم الخوف من أي ضغوط قد تمارس على رجال الدين الذين يستمدون حكمتهم من شريعة الله وسنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- والعقل ووفقا لهذه الضوابط يجب أن يصدروا أحكاما وفتاوى صادقة وبعيدة عن أي مؤثرات .
قول الحق
وقال: يجب ألا يتأثر رجل الدين بالسياسة، وألا يخاف من قول كلمة الحق، وإن تعذر عليه ذلك فعليه بالصمت وهو أضعف الإيمان، أما أن يجاهر بالباطل ويطالب بغير وجه حق، وينادي من غير عدل فهذا باطل شرعا. كما شرح د. القره داغي الشروط الواجب توفرها برجال الدين والعلماء والخطباء، وقال: يجب أن يقولوا الحق ولا يخشوا لومة لائم أو سلطانا جائرا وأن تكون مخافة الله هي أبرز ما يتكئون عليه ولا شيء سواها، ولا خشية لغير الله -عز وجل- لأنه محاسب على قوله وفعله يوم القيامة .
ودعا فضيلته إلى توخي الحكمة والحذر وعدم إثارة الفتن من قبل رجال الدين، بل دعا إلى التهدئة وتحكيم العقل، وخاصة أن الأطراف المتنازعة هم أشقاء وإخوة وتربطهم علاقات وطيدة وتجمعهم صلة القربى .
الحكمة والموعظة الحسنة
وقال إذا لم يتحدث رجل الدين بالحكمة والموعظة الحسنة فعليه الصمت، إما أن يقول خيرا أو يصمت وهذا أضعف الإيمان، أما إثارة الفتن والتصريحات غير المسؤولة فهي تخلق أجواء مشحونة ومليئة بالتوترات، وشدد على قول الحق، وقال: يجب على العلماء ألا يبيعوا دينهم بدنياهم ولا بدنيا غيرهم، فهذه الدنيا فانية ولا يبقى سوى العمل الصالح والكلمة الطيبة. وقال فضيلة الشيخ الدكتور علي القره داغي إن القطيعة بين الأشقاء حرام شرعا، و ندعو الله -تعالى- أن يحفظ دول مجلس التعاون الخليجي ويجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. كما دعا فضيلته إلى الصلح بين الأشقاء لأن القطيعة لا تجوز شرعا، وخاصة إذا كانت بين دول شقيقة أصولها ممتدة على طول الخليج، وتربط بينها صلة النسب والدم. وأكد فضيلته أن كل أمر يقوم به المسلم ويؤدي إلى القطيعة فهو حرام شرعا وشدد على ضرورة صلة الرحم، وهي ما حث الله -تعالى- عليها ونبيه محمد -عليه صلوات الله وسلامه -. وأشار فضيلته إلى أن إيذاء المسلم للمسلم حرام، و قد تعددت وتنوعت طرق الإيذاء بين النفسية والجسدية والاجتماعية التي تتجسد في قطع الأرحام .
مشيرا إلى أنه لا يجوز منع أي مسلم من أداء شعائر الله وزيارة الأماكن المقدسة مهما كانت الظروف، وإن حصل خلاف أو شقاق سياسي بين الحكومات الشقيقة يجب ألا تطال الأزمة الشعوب، لأن ذلك سيؤثر على نسيج المجتمع الخليجي بشكل عام .
إصلاح ذات البين
وأكد فضيلته أن هناك مساعي جادة من قبل علماء الدين لتقريب وجهات النظر، وحل الخلاف الذي أصاب البيت الخليجي بالتصدع وشدد على الدور الكبير الذي يلعبونه في هذا المجال، وقال يجب إخماد نار الفتنة والدعوة إلى التهدئة بين الأطراف بالحكمة والموعظة الحسنة وإصلاح ذات البين، وخاصة أن المؤمنين إخوة ولا يجب أن يطالهم الشقاق أو النزاع. كما شدد على ضرورة احترام حقوق الجوار بين الدول، وكيف إذا كانت هذه الدول أشقاء وتربطها صلة قرابة وعائلات جذورها متأصلة في دولة وفروعها ممتدة لدولة أخرى، حيث فرض الله علينا أن نحترم هذه الحقوق. كما دعا فضيلته إلى رأب الصدع الخليجي بمزيد من الحكمة والعقل وشدد على ضرورة إنهاء الخلاف بين الأشقاء بكافة الطرق السلمية لحفظ حقوق الجوار وحقوق النسب وحقوق العلاقات المتأصلة بين دول مجلس التعاون الخليج .