جريدة الشرق – الدوحة

بارك فضيلة العلامة الاستاذ الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مبادرة إعفاف الشباب ووصفها بأنها حملة اسلامية، اجتماعية، وطنية، وأوضح فضيلته قائلا: في اعتقادي أن حملة (اعفاف) حملة طيبة وهي حملة إسلامية واجتماعية ووطنية تتوافر فيها كل هذه المواصفات، أما من حيث كونها إسلامية فإن الاسلام دعا الى الاعفاف لقوله

 

“صلى الله عليه وسلم” “من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر.. وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”، والباءة هي مؤنة الزواج والحملة المباركة توفر الباءة للشباب، مسألة الاعفاف جزء أساسي من الدين وحماية النفس وأي مساعدة تدخل ضمن هذا الواجب انما هي من الشريعة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها من خلال الكتاب الكريم أو من خلال السنة المشرفة، والآيات التي وردت حول الزواج أكثر بكثير من باقي الاحكام الاخرى وهذا دليل على أهمية النكاح واهمية تكوين الاسرة في الاسلام الحنيف، ومن بين الايجابيات الاخرى لهذه الحملة هو أن العالم العربي اليوم يعاني معاناة شديدة من قلة الانجاب بسبب عدم الزواج نتيجة الظواهر الخاطئة والمؤثرة على الزواج التي تنتشر لديهم.

وأضاف فضيلته: الحمد لله فمسألة (الاعفاف) مسألة دينية وفريضة شرعية يجب أن نساهم فيها حكومة وشعباً، أفراداً ومؤسسات وكل على حسب طاقته،

وكنت دائماً أقول “ياجماعة” سدت أبواب الحلال وفتحت أبواب الحرام، وأريد بذلك أن الحلال قد أصبح مكلفاً وصعب المنال لمن لا يملك المال الكافي لاقامته والحرام اصبح رخيصا، وهنا لابد لنا من التوجه بالدعوة الى الآباء والأمهات لتقليل المهور والتخلي عن المظاهر التي لاتتفق مع الشريعة الاسلامية كالحفلات والسيارات الفارهة الحديثة والفنادق الراقية، هذا من الجانب الديني، أما من الجانب الاجتماعي فإننا نعيش بمجتمع اسلامي قطري فالتكافل والتعاون مطلوبان حيث لدينا شباب يريدون الزواج او هم في سن الزواج ولايجدون مالا، وهنالك بيننا من اعطاهم الله المال، فعلى الاغنياء أن يساهموا في هذه الحملة لتحقيق التكافل بين ابناء بلدنا، ولحديث الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم”: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير” حيث انه اذا كثر الشباب والشابات بلا زواج ولم يكن لديهم التقوى سينتشر الزنا وتظهر مفاسد كثيرة بالمجتمع، أما كون المشاركة فيها واجباً وطنياً فذلك لأن المسألة لا تتعلق بالمال فحسب بل تمتد لتشمل التثقيف والتوعية والارشاد وتغيير نظرة المجتمع حتى لا نقع بالمحظور فعلى الفنادق ان تساهم بعمل تسهيلات وعلى اولياء الامور التخلي عن الاشتراطات التي تثقل كاهل الخاطب وهذا واجب اجتماعي وأرى بهذه المبادرة أنها نواة لمشروع وطني وليس مشروعاً فردياً جزى الله القائمين عليه خيرا ويجب أن يتحول الى ثقافة وطنية فعندنا شباب لا يستطيعون مواكبة متطلبات الزواج من المسلمات ونخشى عليهم أن يلتمسوا الزواج من بلاد غير المسلمين لسهولته وقلة تكاليفه، لذلك أرى أنه يجب أن يدرس هذا المشروع اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً ونفسياً وسيكولوجياً ومن جميع النواحي لاسيما في دولة مثل دولتنا قطر المجتمع فيها صغير ويمكن دراسة الحالات وتشخيص كافة الايجابيات التي تحققها هذه المبادرة الكريمة من قبل سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني جزاه الله خيراً على هذه السنة الحسنة والاخوان القائمين عليها الشيخ عايض القحطاني والأخوان في راف وفي “الشرق” وأؤكد يجب أن تتحول المبادرة الى مشروع وطني وثقافة وطنية حتى نستطيع من خلالها حل المشاكل من جذورها.

و قال السيد عايض القحطاني رئيس مجلس أمناء مؤسسة (راف) ورئيس اللجنة المنظمة للحملة معرفاً بها: حملة إعفاف الشباب التي تنظمها المؤسسة بالتعاون مع (الشرق) تأتي من منطلق شعور الجهتين بالمسؤولية الاجتماعية وحرصهما على خدمة المجتمع وسعياً لتحقيق أعلى مراتب التكافل من خلال استهداف أغلى فئة وهي الشباب وبناء أهم لبنة وهي الأسرة المتماسكة المبنية على أسس سليمة وصحيحة من منطلق قوله سبحانه وتعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} التأكيد على المودة والرحمة، وهذا من استراتيجياتنا ضمن الحملة وبعدها ان شاء الله نقوم بتذليل باقي الصعاب التي تعترض طريق الشباب غير القادرين على الزواج، فنحن نتبنى حملة وطنية لمساعدة الشباب القطري الراغب في الزواج لما له من أهمية في الاستقرار النفسي والعائلي بالنسبة للشباب وما للاخير من انعكاسات كبيرة في مجال تحقيق طموحات الأمة وثباتها، ولذلك كانت هذه الفكرة لتسهيل الحياة الزوجية السعيدة والمشروع يستهدف 1000 شاب و1000شابة لسد أبواب الانحراف الأخلاقي والسلوكي وتحصينهم، عملاً بوصية الرسول الكريم “صلى الله عليه وسلم” اذ قال «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وَجَاءٌ» والحملة تأتي لتحفيز روح التكافل الاجتماعي لدى المؤسسات الاقتصادية بالدولة والوقوف معها وتقديم كل ما يمكن تقديمه لخدمة المشاريع الاجتماعية والثقافية تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة وانسجاماً مع القرار الذي يدعو المؤسسات والهيئات الى تقديم 2،5% من أرباحها لدعم مثل هذه المشاريع، دون التواصل معها بالمراسلات وانما كمبادرات، وقد صممنا المشروع على ثلاث مراحل المرحلة الأولى مرحلة تسويق والمرحلة الثانية مرحلة تأهيل والمرحلة الثالثة مرحلة تقديم الدعم المادي وتنفيذ المشروع على أرض الواقع، وهنالك لجان لكل مرحلة وهنالك لجنة استشارية تضم في عضويتها الشيخ الدكتور نبيل العوضي والشيخ الدكتور خالد الحليبي والشيخ الدكتور حمود القشعان والشيخ محمد آل محمود والشيخ أحمد البوعينين والتكلفة الاجمالية للمشروع 50 مليون ريال، وسيبدأ استقبال الطلبات عقب شهر رمضان المبارك.