الدوحة في: 13
جمادى الأولى1432هـ
الموافق:17/04/2011م.
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن تطور الأحداث في
سوريا
الحمد لله
وحده، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(وبعد)
يواصل
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسته، وأمانته العامة، ومجلس أمنائه، وعلمائه
متابعته ببالغ القلق تطور الأحداث في سورية، وعدم وجود أي مؤشر عملي للبدء
بالاصلاحات الجذرية سوى استبدال بعض الوزراء ليحل محلهم آخرون، وتنصيب حكومة جديدة
مكان أخرى، كما أن خطاب الرئيس لم يكن في مستوى تطلعات الشعب السوري، بل كان عبارة
عن كلمة توجيهية لأعضاء الحكومة الجديدة، لم يتطرق فيها إلى مطالب الشعب المتمثلة
في الحرية والكرامة والديمقراطية، إلا أنه أشار إلى إلغاء قانون الطوارئ في خلال
أسبوع، ولكننا لا نعرف بماذا سيستبدل وكيف ينفذ؟ كما أشار إلى قانون الأحزاب ولم
نعرف كيف يكون البديل؟ كما أنه لا تزال قوانين وأنظمة كثيرة لم تعد ملائمة لهذه
المرحلة ولثورة الأمة ولا يدري الشعب ماذا يكون الموقف منه.
ومما هال علماء
الاتحاد وأفزعه أكثر: حجم الاعتداءات ونوعيتها على المتظاهرين المسالمين من قتل
وتعذيب وإهانة لكرامة الإنسان مما لا يقبله دين ولا خلق ولا قانون.
والاتحاد أمام
هذه المآسي يعلن ناصحًا ومذكرًا ما يأتي:
1- يدعو الاتحاد
الرئيس السوري الي الإسراع بالبدء فورًا بتغيير الدستور، وإطلاق الحريات، وتحقيق
مطالب الشعب كاملة، فالحلول الجزئية لم تعد ترضي الشعب السوري، ولن تنهي مظاهراته
العارمة، بل يزداد سقف المطالب كلما تأخرت الإصلاحات الجذرية.، وأن على القيادة
السورية أن تعلم أن عصر الحزب الواحد، والزعيم الأوحد، قد انتهى وتجاوزه الزمن،
وأن الشباب اليوم يريدون الحرية الكاملة، والكرامة الشاملة.
2- إن الاتحاد
العالمي يدين بشدة – حسب ما نشرته وسائل الإعلام – أساليب التعذيب والإهانة والقتل
للمتظاهرين المسالمين، ويناشد الجيش السوري البطل أن يحمي هؤلاء المسالمين عن بطش
أدوات القمع الظالمة التي تفتك بالشعب السوري، فهذه مسؤولية الجيش الذي أنشئ من
الشعب ولحمايته، وللدفاع عن الوطن والمواطن، فهذه مسؤوليته أمام الله تعالى وأمام
التاريخ الذي لا يرحم ظالمًا ولا متهاونًا وقد قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ
لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:14].
3- إن اتهام
المظاهرات بالعمالة، والارتباط بالخارج، ومحاولة قمعها من خلال وصفها بالمؤامرة
الخارجية لن ينطلي على أحد في عالمنا اليوم، فالمظاهرات اليوم تعبر عن ضمير الشعب،
وأن الحراك الشعبي يحركه الإحساس بالظلم والاستبداد والقهر الذي طال زمنه وأمده،
لذلك لن تنجلي إلا بجلاء الظلم والاستبداد، واحترام الحريات للشعوب والأقوام، وقد قال
الرسول صلى الله عليه وسلم “من قال هلك الناس فهو أهلكهم” (رواه مسلم
وغيره).
ولذلك يقف
الاتحاد تمامًا مع الشعب السوري البطل في مطالبته بالاصلاحات الجذرية.
4- إن وجود
سورية، في مواجهة العدو الصهيوني لن يعفي حكامه عن تحقيق تطلعات الشعب وحرياته، وإزالة
الظلم والاستبداد، بل إن معظم الأراضي العربية الإسلامية قد احتلت في ظل الاستبداد
والدكتاتورية والحزب الواحد، أو الزعيم الأوحد.
لذلك نهيب
بالشعب السوري أن يحافظ على وحدته بجميع أطيافه الدينية والعرقية والقومية
والمذهبية، وبجميع اتجاهاته السياسية، وهذا عهدنا بالشعب السوري الحضاري، حيث كان
وحدة متماسكة أيام مقاومة الاستعمار، وهكذا يكونون مهما كانت الظروف – بإذن الله
تعالى .