السؤال :
هل الاكتتاب في أسهم فودافون حلال ؟
فقد كثر التساؤل حول حكم شراء أسهم شركة ” فودافون ” وازداد القلق والاضطراب بعد
فتوى أحد الإخوة بحرمة شرائها ، وأنه من الربا المحرم ، معتمداً على بعض المعلومات
التي لم تكن دقيقة ، لذلك نرجو منكم بيان الحكم الشرعي لها ؟
الجواب :
نذكر هنا الحكم الراجح لهذه الأسهم من خلال المعلومات التي اطلعنا عليها من نشرة
الإصدار ، ومن الرسالة التي أرسلها الرئيس التنفيذي لشركة فودافون حيث تبين لنا ما
يأتي :
أولا ً : أن النشاط العام لفودافون حلال ، وهو الاتصالات ، ولا سيما إن
نشاطها الأساسي هو الاتصال عن طريق الجوال .
ثانياً : إن فودافون قطر شركة لها شخصية معنوية مستقلة ، وليست تابعة
لفودافون البريطانية ولا تحمل ما عليها أو لها من إيجابيات أو سلبيات ، لذلك يجب أن
يُنظر إلى فودافون قطر بهذه النظرة .
ثالثاً : إن ما ذكره أحد الباحثين من أن الشركة قد اقترضت ( 80 ) مليون ريال
، فقد أكدت الرسالة التي وصلتنا بأنها غير صحيحة ، وأن عليهم ( 35 ) مليون ، وأنهم
يدفعونها في 11/ 5/ 2009 م ، وبالتالي فلا يكون السهم محملا ً بأعباء قرض عند دخوله
السوق .
رابعاً : أن ما ذكره الأخ الباحث من أن الشركة تقدم خدمة تتضمن فائدة ربوية
، أكدت الرسالة الرسمية التي وصلتنا من فودافون من أن هذه المعلومة غير صحيحة البتة
، كما أن ذلك يؤدي إلى عدم حرمان الملتزمين بالحلال من الإفادة من شركات بلدهم
وخيراته .
وبناء ً على كل ما سبق نقول :
- إن تحريم الحلال مثل تحليل الحرام ، فلا يجوز أن يصدر من أهل العلم ،
وقد شنع القرآن الكريم على الفريقين ، إضافة إلى أن المسائل الخلافية لا يجوز
البت فيها ووصفها بالتحريم القاطع ، كما هو مذهب السلف الصالح ، حيث لم يكونوا
يستعملون ” التحريم ” فيما هو محل خلاف . - إن أسهم الشركات التي أصل نشاطها حلال وتتوافر فيها الضوابط أجاز
الاكتتاب فيها ، أو الشراء منها معظم العلماء المعاصرين ، وأجازها المجلس
الشرعي لهيئة المحاسبة والمراجعة الذي يضم عدداً كبيراً من علماء الأمة الثقات
، ويدل على جوازهمجموعة من الأدلة المعتمدة ليس هذا محلا ً لذكرها ، كما أن ذلك
يؤدي إلى عدم حرمان الملتزمين بالحلال من الإفادة من شركات بلدهم وخيراته .
وبناء ً على ذلك نقول :
أنه يجوز الاكتتاب في أسهم فودافون ، وليس هناك الآن أي مؤشر على وجوب التطهير في
الوقت الحاضر ، وأملنا كبير في التزام الإدارة بالتمويل الإسلامي عند حاجتها إلى
ذلك ، ولا سيما في ظل وجود بنوك ، وفروع إسلامية لكل بنك تقليدي .
هذا والله أعلم بالصواب .