شروط نجاح الدعوة
ثم إن من شروط نجاح الدعوة وخطتها أن
يتوافر فيها ما يأتي:
1-أن يقوم على الدعوة أو مؤسساتها
أشخاص مخلصون متخصصون – كما سبق – فهذا هو الأساس الأول، فقد قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ﴾([1]) فمن أهم أسباب
النجاح أن يكون الدعاة أصحاب رسالة يحملون هموم الدعوة، ويعيشون لها ويتعايشون
معها، ولا يكونوا مجرد موظفين.
ثم يأتي بعد ذلك توفير الموارد
المالية، وإزالة العقبات، ونحوها.
2-أن تكون هناك متابعة من الداعية (أو
المؤسسة الدعوية) لدعوته وعمله، وللمدعويين، مع المراقبة، والمحاسبة على التقصير،
أو الخلل، والمراجعة الرقيقة الدائمة، حيث إن ذلك يؤدي إلى متانة الدعوة وقوتها،
ونجاحها، ومعرفة أسباب الخلل، وبالتالي معالجتها.
3-أن يقوم الداعية (أو المؤسسة
الدعوية) بالتجديد المستمر في الدعوة، وأسلوبها.
4-أن يسعى الداعية (أو المؤسسة
الدعوية) لما هو الأحسن من حيث (الأسلوب والمنهج)، والمادة والعرض…
وبذلك يتحقق الإبداع والتطوير، ولذلك
أمرنا الله تعالى بالأحسن في كل شيء فقال تعالى مبينا أهمية الإبداع في كل أمر: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾([2])، أي يمتحنكم في
هذه الدنيا ليظهر أيكم أحسن عملا في كل مجالات الحياة، وبالتالي فهذه الآية تدل
على الامتحان بالأحسن، وليس بالأمر العادي، أو حتى الحسن، ولا سيما، إن الصيغة
(أحسن عملا) جاءت نكرة لتدل على أن الأحسن يختلف من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى
مكان فالعمل الأحسن اليوم هو غير العمل الأحسن لأمس، وهكذا، مما يفهم منه أهمية
استمرار الأحسن وتطويره.
وقد تكرر الأمر بالأحسن أو الإشارة إلى
أهميته في أكثر من آية، منها: قوله تعالى: ﴿وَجَادِلْهُم بِالَّتِي