صحيفة العرب القطرية القرآن الكريم لخص لنا علاقتنا بالبيئة، حيث إننا خلقنا من الأرض، إذن فهي أمّنا، ولها حقوق علينا، وأنه لا يجوز لنا أن نضرّ بها، لأن الإضرار بها عقوق، ومع هذا الإيجاز فصّل القرآن الكريم أهمية الحفاظ على البيئة، وحمايتها من الفساد والتلوث وكل ما يضر بها، إضافة إلى أن آثارها السلبية أو الإيجابية تكون للإنسان، أو على الإنسان..

 أولاً: وردت مجموعة كبيرة من الآيات الكريمة والأحاديث المشرفة، تحمل بين طياتها النهي الشديد والزجر الكبير لكل من يفسد في الأرض. قال تعالى: (وَلا تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا)، وقال تعالى في وصف البعيدين عن رحمة الله: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ). ثانياً: وردت كذلك مجموعة أخرى من الآيات الكريمة والأحاديث المطهرة، تأمر بالإصلاح والتعمير والحفاظ على جمال الأرض ومكوناتها، منها قوله تعالى: (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)، بل إن الله أقرّ سنة عظيمة من سننه، وهي أن الأمة المصلحة لن يهلكها الله تعالى، وإنما يهلك الأمة المفسدة الظالمة، فقال تعالى: (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ). ثالثاً: ذكرت كذلك مجموعة من النصوص الشرعية في الكتاب والسنة على أن أسباب فساد البيئة ترجع إلى الإنسان نفسه، وإلى تصرفاته وسلوكياته السلبية، منها قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). الله تعالى سلّم الأرض للإنسان بعد إصلاحها، والإنسان هو الذي أفسدها. العلاج القرآني: أثر فساد البيئة على الاقتصاد أولاً: تمهيد في بيان العلاقة بين البيئة والاقتصاد ثانياً: الحل الاقتصادي الإسلامي الخاص بالبيئة: ذكرنا في السابق منهج الإسلام بإيجاز لحل المشكلات البيئية، ونضيف هنا أن الإسلام قد ذكر مجموعة من المبادئ الاقتصادية التي تعالج هذا الجشع الرأسمالي بصورة خاصة، وهي: 1 – ترسيخ عقيدة أن الملك الحقيقي لله تعالى، وأن الإنسان مستخلف في الأرض. 2 – أداء شكر المنعم، باستخدام الموارد والطاقات فيما خلقها الله تعالى له. 3 – اتباع المنهج الوسط المعتدل القائم على القصد والتوازن والاعتدال في كل شيء، وحرمة الإسراف والتبذير والبخل. 4 – تعمير الأرض وإصلاحها، وتحقيق متطلبات الخلافة. 5 – حرمة الفساد والإفساد والضرر والضراء والخبائث والمحرمات. 6 – تشريع عقوبات رادعة، لكل من يفسد في الأرض. 7 – ضرورة معالجة الملوثات لإعادتها إلى حالة نافعة للاستفادة منها. 8 – سياسة الوقاية من الفساد البيئي. غسيل الأموال (Money Laundering): الآثار السلبية لغسيل الأموال: حجم الأموال الهاربة من بعض الدول خلال الفترة 1980-1992 بالمليون دولار. هذا الجدول يوضح لنا حجم التهريب غير المشروع في هذه الدول التي هي في أشد الحاجة إلى هذه الأموال لاستثمارها فيها لتنميتها، مع ملاحظة أنها تقترض أموالاً أخرى من الخارج بفوائد كبيرة بسبب مخاطر الائتمان فيها، وبالتالي فالدولة والشعب والأفراد يخسرون عدة مرات، مرة بالتهريب، ومرة بالاقتراض بفائدة كبيرة، ومرة ببقاء هذه الديون الكبيرة التي قد تؤثر حتى على القرارات السيادية.. والله المستعان. الحكم الشرعي لغسيل الأموال: غسيل الأموال يتكون من جريمتين في نظر الإسلام: إحداهما الأصل، وهي النشاط المحرم نفسه، مثل الاتجار بالمخدرات، والبغاء والدعارة، والرشوة والفساد الإداري والسياسي، والاختلاس والسرقات ونحوها من المحرمات. والجريمة الثانية: هي جريمة الإخفاء على المحرمات، وإضفاء الشرعية عليها، وهي جريمة الغش والنصب والخداع والتغرير والتدليس والكذب والنصب والاحتيال، وكل ذلك من المحرمات التي أجمع عليها المسلمون.