بقلم: ا.د. علي القره داغي
جريدة الشرق – الدوحة
هناك قواعد وتفصيلات محاسبية نذكر بعضها بإيجاز مع تصرف من دليل الإرشادات لمحاسبة زكاة الشركات الذي قامت بإعداده لجنة من الشرعيين والمحاسبين، وهي:
• الأصل في اعتبار حولان الحول مراعاة السنة القمرية، ولكن لا مانع شرعاً مراعاة السنة الشمسية على أن تراعى
زيادة أيامها على أيام السنة القمرية، وحينئذ تكون النسبة ٪ ٢٫٥٧٧ ٪ بدل ٢٫٥
• تمكن معالجة كسور السنة من خلال احتسابها مع السنة الثانية فمثلا لو بدأت الشركة في وسط السنة ولم يتمكن في السنة الأولى ترتيب ميزانية، فإن في السنة الثانية تراعى الستة أشهر الأولى مع الميزانية فتكون ل ١٨ شهراً مع مراعاة زيادة الأيام الشمسية على القمرية فيكون عدد الأيام ٥٤٨ وتحسب الزكاة على أساسها.
• الموجودات والأصول الثابتة (عروض القنية) مثل الأراضي، والمباني، والآلات، والسيارات، والأثاث، فهذه لا زكاة فيها.
• الموجودات (الأصول) الثابتة الدارة للدخل، مثل الأشياء المعدة للإيجار من العمارات، أو السيارات وغيرها مما يحفظ به لغرض الدخل وقد يباع عندما يكون ذلك مناسباً. فهذه الموجودات لا زكاة في أعيانها فلا تدخل قيمتها ضمن الوعاء الزكوي، وأما دخلها فيضم إلى الموجودات الزكوية، ولكن إذا بيعت فتضم قيمتها إليها.
• الموجودات (الأصول) الثابتة المتمثلة في الاستثمارات الطويلة التي اشتريت بغرض المتاجرة مثل العقارات والأراضي بالنسبة لشركات الاستثمار. فهذا النوع يجب أن يقوم بسعر السوق وتضم قيمته إلى الوعاء الزكوي.
• العقارات أو الاستثمارات طويلة الأجل قيد التنفيذ مثل مشاريع البناء التي قيد التنفيذ مثل بناء البيوت والعمارات لبيعها فيجب تقييمها بالقيمة السوقية في نهاية العام وإدراج القيمة السوقية للأرض والبناء، أو قيمة المواد المستخدمة في البناء إن لم يكتمل البناء.
• مخصص استهلاك الموجودات (الأصول) الثابتة، وهو مقدار الانخفاض الذي حدث في قيمة الموجودات بسبب الاستعمال. فهذا المخصص تجب فيه الزكاة ويضم إلى الوعاء الزكوي للشركة، وكذلك الحكم في مخصص الصيانة، أو التعمير.
• الأرباح تضم إلى الموجودات الزكوية، والخسائر محسومة أساساً لا تدخل عند التقييم.
• الفوائد الربوية إذا دفعتها الشركة أو أخذتها فإن المسؤولين فيها آثمون، ولكن الفوائد المستحقة للشركة يجب أن تتخلص منها ولا تدخل في وعاء الزكاة.
• الاحتياطات بجميع أنواعها الإيرادي، والقانوني الإجباري، والاختياري، واحتياطي الأرباح، والاحتياطي لرأس المال تحسب ضمن الموجودات الزكوية فتزكى معها.
• مخصص الهبوط المحتمل للأسعار أو للاستثمارات طويلة الأجل لا يحسم من الموجودات الزكوية.
• الأعمال الإنشائية التي تستدعي إضافة مواد خام فهذه تزكى حسب قيمتها السوقية دون النظر إلى سعر التكلفة. وأما الأعمال الإنشائية التي لا تستدعي إضافة مواد خام كالحفريات، وأعمال الهدم والإزالة فهذه ليست فيها موجودات مادية تقبل التقويم، وإنما العبرة بما يؤخذ في مقابلها، ولكن الأرض التي يقام عليها المشروع المعد للبيع فإنها تزكى إذا كان شراؤها للبيع بعد البناء عليها.
• المواد الأولية التي تبقى عينها في المصنوعات تزكى بالقيمة السوقية، وأما المواد المصنوعة التي تؤدي مهمة دون أن يبقى شيء من عينها كمواد التنظيف والوقود فهذه لا تدخل في التقويم لعدم شرائها لغرض المتاجرة وعدم انتقالها إلى المشتري عند بيع السلعة.
الضمير هو الجهاز الرقابي للإنسان، إذا صلح واستقام، صلح السلوك، واستقامت الحياة، وإذا أصابه عطب فتعطل ، فسد السلوك وفسدت تبعا لذلك الحياة..
وبناء على ذلك فهناك صنف من الناس ، يجمعون بين الأضداد،تراهم يصلون مع المصلين ، ويصومون مع الصائمين ، وقد يحجون ويزكون، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ، فهؤلاء ضمائرهم قد تعطلت، ففسدت أخلاقهم وساء سلوكهم ، فإذا هم أخطر خلق الله على خلق الله، لأن الناس تعتقد فيهم الصلاح لظاهرهم فتقربهم وتدنيهم ، مثل هؤلاء الذين قال فيهم رب العزة ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ، ويشهد الله على مافي قلبه ، وهو ألد الخصام) ، وهذا الصنف نفسه هم الذين عناهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ” إني لأعلم أقواما من أمتي ، يأتون يوم القيامة بأعمال مثل جبل تهامة بياضا فيجعلها الله هباء منثورا ” ، قال ثوبان رضي الله عنه قلت : صفهم لنا يا رسول الله، حلهم لنا، لا نكون منهم ونحن لا نعلم قال : ” أما إنهم إخوانكم ، ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل ما تأخذون ، لكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها” يؤكد المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن هؤلاء من أمته وأنهم مسلمون ، وأنهم يكثرون من الأعمال الصالحة، من صلاة وزكاة وصيام وغيرها من أعمال البر ، وقيام الليل ، وهذه أعمال منها ما هو واجب ومنها ما هو تطوع، إلا أنهم مع مواظبتهم على هذه الأعمال الصالحة، فإنها لا تنفعهم عند الله، بل تذهب هباء منثورا !! لماذا؟ لأنهم حين يختلون بأنفسهم ، تنعدم مراقبتهم لله، بفساد ضمائرهم ، فيتحولون إلى ذئاب كاسرة . والإسلام ما هو إلا قيم وأخلاق ، فالدين المعاملة ، وفي الحديث : أقربكم مني مجالسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، الذين يألفون ويؤلفون .