السؤال :
والدي يعمل في التأمين، وأنا أعلم أنه حرام، ولكن لا تسنح لي الفرصة لأكلِّمه؛ إذ إنه يعاني من الضغط، وقد وقع مغمى عليه عدة مرات بسبب أنه حساس رقيق العواطف، لكني أشعر بعذاب الضمير في كل لحظة حينما أشعر أني آكل حرامًا، لكني طالب ولا أستطيع أن أترك البيت لأعمل، وخصوصًا أن البطالة تعمّ الأردن. هل سأحاسب على كل لقمة آكلها وأتعذب بها. والسلام عليكم ورحمة الله
الجواب :
لا شك أن التأمين التجاري ذا القسط الثابت الذي يدفعه المؤمن عليه لشركة التأمين حرام عند جمهور الفقهاء المعاصرين، وصدرت بذلك بعض الفتاوى الجماعية، وقرارات من مجمع الفقه الإسلامي الدولي ، والمجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي ، وهيئة كبار العلماء بالسعودية بحرمة التأمين التجاري ومشروعية التأمين التعاوني ، ولأن التأمين التجاري بصورته المعروفة الآن يتضمن الغرر ( الظلم والخداع ) وأكل أموال الناس بالباطل والربا في كثير من تعاملاته أما بالنسبة لك فعليك بالأتي:
أولاً: أن تبذل جهدك بصورة مؤدبة جدًّا في توصيل هذه المعلومة إلى والدك، والتعامل معه بمنتهى الرفق وهذا ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى حتى مع الوالد الكافر، فقد قال تعالى: “وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الْدُّنْيَا مَعْرُوفًا..”
ثانيًا: أما ما تأكله وما تلبسه وما تشربه وما تأخذه من مصروفات للدراسة ، أو للحاجات الشخصية ما دامت في حدود الحاجة فليس عليك حرج إن شاء الله تعالى؛ لأن الأمر يتعلق بذمة والدك؛ ولذلك ليس عليك حرج إن شاء الله