اعتبر سماحة رئيس الشؤون الدينية التركية الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مظلة للعلم والعلماء في العالم الإسلامي الدكتور محمد كورماز رئيس الشؤون الدينية التركية وقال فضيلته إن الاتحاد وجهة ومرجعية للمسلمين. جاء ذلك في زيارة لمقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمقره في الدوحة حيث استقبله كل من د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد ود. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام.. وقال سماحته: نحن في العالم الإسلامي في أشد الحاجة إلى علماء أكثر من الطعام والشراب لاسيما في السنوات الأخيرة، حقيقة فالعالم الإسلامي يحتاج إلى مظلة للعلم والعلماء.. فجاء الاتحاد تلبية لهذه الحاجة، وقد تأخرت في زيارة هذه المؤسسة العظيمة، ونحن في تركيا نعد أنفسنا من خدام هذه المؤسسة العلمية.. مشيرا إلى تأخر فتح مكتب للاتحاد في إسطنبول، واعدا بأن يكون ذلك في القريب العاجل.
وفي كلمته الترحيبية برئيس الهيئة التركية أشار د. القرضاوي رئيس الاتحاد إلى أهمية تركيا ودورها في العالم الإسلامي، مشيدا بما بين القائدين أردوغان وتميم ودورهما في عودة العرب والأتراك لتجتمع الأمة مرة أخرى..
وقال إنه على رغم صغر حجم قطر إلا أنها تقوم بدور كبير لمصلحة الأمة الإسلامية، مشيرا إلى دور العلماء واتحادهم في حمل رسالة الإسلام الكبرى.. ثم اختتم قائلا: لولا تركيا لضاع العالم الإسلامي، مشيرا إلى دور العرب في بداية الإسلام ثم دور الأتراك ابتداء من السلاجقة الذين حفظ الله بهم بلاد المسلمين بعد غزو الصليبيين الذين كاد الإسلام يضيع بهجومهم لولا تصدي السلاجقة لهم.
وقال الأمين العام للاتحاد د. علي محيي الدين القره داغي إنه يشرفنا باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن نستقبل سماحة الأستاذ الدكتور محمد كورماز، والوفد المرافق له، المكون من نائبه ومن أصحاب الفضيلة مفتي إسطنبول ومفتي ديار بكر، وكبار المسؤولين في رئاسة الشؤون الدينية، نرحب بكم أجمل ترحيب فأهلا وسهلا بحضراتكم وجزاكم الله خيرا لأن العبد لا يجازي وإذا جازى فلا يكافئ. وقال: نحن نعرف جهودكم الطيبة لخدمة العالم الإسلامي، كما نعرف حبكم وجهدكم لخدمة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ونحن لا نشك كما عهدنا وكما لمسنا وكما أحسسنا من فخامة الرئيس حفظه الله الرئيس رجب طيب أردوغان ومن معالي الأخ الحبيب الدكتور محمد كورماز لمسنا وأحسسنا إحساسا متكاملا بحبهم للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.. وقد نقل لي الدكتور محمد كورماز أن سعادة الرئيس قال: لابد أن نعمل ليكون للاتحاد العالمي ثقله في إسطنبول وفى وتركيا، هذا ما نعتز به وسنكون عونا لهذه الجهود المباركة العظيمة التي تقومون بها.
وقال القره داغي: إن الاتحاد العالمي منظمة شعبية ويقوم بمعظم المجالات الدعوية ولا سيما في المواقف والمرجعيات فهذا الاتحاد برئاسة شيخنا العلامة الشيخ يوسف القرضاوي حفظه الله الذي أسسه مع مجموعة من إخوانه هذا الاتحاد عاهد الله سبحانه وتعالى بأن يقول الحق ولا يخشى في الله لومة لائم ولذلك رفع هذا الشعار الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله..ولكن هذا البيان يكون بالحكمة والموعظة الحسنة وبالجدال والحوار، بالتي هي أحسن وهذا هو اتحادكم يا شيخنا، وهذا الاتحاد حقيقة من أهم أولوياته بالإضافة إلى بيان الحق وبيان المواقف المطلوبة على مستوى الأمة أمامه مجموعة من الأهداف العظيمة من أهمها قضية الصلح ولذلك من أهم ما قام به الاتحاد هو الصلح في قرغيزيا عام 2010 حيث وفق الله سبحانه وتعالى وفد الاتحاد برئاسة أمينه العام في ذلك الوقت إلى أن يصلح بين هاتين الفئتين والحمد لله تم الاتفاق على هذه الاتفاقية ولم تحدث مشكلة منذ ذلك الحين وإلى يومنا هذا وكذلك الصلح في داغستان، وقد شهد رئيس جمهورية داغستان أمام مجموعة من رؤساء الجمهوريات عندما افتتحنا جامع موسكو الجامع الكبير قال إن الاتحاد العالمي هو الذي وفقه الله لمنع التفجيرات وتحقيق الأمن والأمان في جمهورية داغستان ونحن حقيقة ماضون وشيخنا القرضاوي شكل وفدا أيضا لدعم قضيتنا قضية فلسطين ولاسيما في غزة وقد زرنا غزة برئاسة فضيلة الشيخ القرضاوي وعدد من شخصيات الأمة في ذلك الوقت.
كذلك الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى حيث نقوم بواجب الدعوة وأبشركم أنه إلى الآن أسلم على يد الاتحاد ودعاته عدد طيب حوالي أربعة وخمسين ألف شخص على رأسهم اثنان من ملوك قبائل إفريقيا من قبيلة الماساى وملك سوكوما وأسلم مع كل واحد منهم عدد كبير بفضل الله تعالى.. كذلك التعليم وهو برئاسة الدكتور أحمد الريسوني، حيث قام حقيقة بترتيب جامعة تمثل الاتحاد وبعمل عظيم جدا، وهو يهمكم جميعا إصلاح وتطوير النظام التعليمي على مستوى العالم، ونظمنا مؤتمرا كبيرا بحضور معالي رئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني وهذا المؤتمر يتقرر ونأمل أن يعقد في تركيا.
وأضاف: ولأول مرة في تاريخ أمتنا الإسلامية والعربية يكون هناك ميثاق محترم ومحترف، وتحضره حوالي أكثر 356 منظمة دولية وإسلامية لمناقشة هذه الوثيقة بعدة لغات وكنا نريد أن نقدمها لفخامة الرئيس أردوغان ولكن انشغلت تركيا بمحاولة الانقلاب الفاشل، والتي ما نام العالم كله إلى بعد أن بشرنا الله سبحانه وتعالى بنجاح الحكومة الشرعية، وكنا على تواصل دائما مع حضرتكم في تلك الليلة، وأصدر الاتحاد بيانا في حوالي الساعة الواحدة قبل أن يفشل الاتحاد ظاهريا، الاتحاد وقف وأصدر فتوى وبيانا بحرمة هذا الانقلاب.. وكل ذلك بفضل الله سبحانه وتعالى، وعلماؤنا كثيرون بعشرات الآلاف بفضل الله تعالى ولدينا أيضا في نفس المسيرة أكثر من 67 جمعية واتحادات لعلماء المسلمين، منهم كل علماء السودان وماليزيا وتركيا واعتبار تركيا بلدنا الثاني بعد قطر.