بدأت في مدينة إسطنبول، اليوم الجمعة، أعمال المؤتمر العالمي للإغاثة في اليمن تحت شعار “هم مني وأنا منهم” بتنظيم من اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي وعدد من المنظمات الإسلامية، وبحضور عربي وإسلامي كبير.
ويهدف المؤتمر إلى حث المنظمات على زيادة تقديم المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى اليمن على المدى البعيد، وتقديم الاحتياجات الضرورية لليمنيين، ووضع قاعدة معلومات للأزمة الإنسانية في البلاد، ومشاريع تبلغ قيمتها نحو 447 مليون دولار في مختلف القطاعات.
هذا وتضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات من المشاركين، وعرض مشاهد عن الوضع باليمن، فضلا عن إنشاد فرقة للأطفال، وفرقة أخرى للأناشيد الدينية.
وقال المحامي علي قورط، الأمين العام لاتحاد المنظمات الإسلامية، في كلمة اللجنة التحضيرية، إن العالم الإسلامي بحاجة أكثر من أي وقت للتعاون والتعاضد، وهذا المؤتمر ينظم لجمع المساعدات الإنسانية لليمن.
وبين أنه “يشارك في المؤتمر جمعيات ورجال أعمال بهدف خيّر، وهو رسالة للعالم الحر، ولا يريدون لليمن أن تصبح سوريا أخرى، من خلال المخططات والانقلابات، بل يريدون عودة الحقوق، فيما المجتمع الدولي ومجلس الأمن لا يتحمل مسؤوليته، مثلما حدث في سوريا”.
وشدد أن “هناك ملايين في اليمن تركوا منازلهم وباتوا محتاجين للمساعدة، واليمن التي تعاني أساسا من صعوبات، زادت نتيجة الحرب، وخاصة في قطاع التعليم والصحة والمواصلات، والرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) عرّف المسلمين بأنهم أمة واحدة، واليوم أبناء اليمن يبكون، وكل نفس تموت هناك هي من المسلمين”.
كما لفت إلى أن “المنظمة التي تضم أكثر من 300 جمعية، من أكثر من 60 دولة، وبالتعاون مع عدد من الهيئات نظمت المؤتمر، وعلى المسلمين أن يتشاركوا آلام اليمن، حيث سيتم تقييم الأوضاع في المؤتمر، وسيساهم بمشاريع عديدة، والبحث عن كيفية العمل لتقديم المساعدات في مختلف المجالات، داعيا كل دول العالم للانضمام إلى هذه الحملة”.
وقد وجه الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي محي الدين القره داغي، ثلاث رسائل، الأولى “للشعب اليمني الذي ابتلي بمؤامرة الأعداء، وبعض الأصدقاء واستبدال ثورتهم، حيث إن الشعب العربي والمسلم أمام خطر داهم، ومؤامرة كبرى تقوم على التمدد وابتلاع المنطقة، ويتفق مع مشروع صهيوني يقوم على التفكيك حتى يصل إلى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ، في الذكرى المئوية الأولى لسايكس بيكو العام المقبل 2016”.
أما الرسالة الثانية، حسب القره داغي، فهي أن “القضية أكبر من أن تعالج، لذا يجب تبني مشروعا كبيرا للإغاثة الشاملة للشعب اليميني، وتبني سياسة شاملة للإعمار، حيث يجب التوحد والتعاون والتكافل، لبناء وحدة اقتصادية شاملة”.
فيما وجه الرسالة الثالثة للجمعيات الخيرية، داعيا إياهم “باسم العلماء لمساندة اليمنيين، والبذل والتسابق بالخيرات”.
من ناحيته، قال الأمين العام للاتحاد الإنساني للإغاثة، حميد زياد، أن “المجتمعين اليوم لتناول الأوضاع في بلد الحكمة (اليمن)، حيث إن شعب الحكمة يريد جهود المشاركين ليكونوا معه في محنته، ولمس ذلك في الشعب التركي، إذ وفرت تركيا (البلد المستضيف للمؤتمر) لهم كل ما يستطيعون عليه”.
ووصف حالة اليمن بأن “هناك نقص الطعام، وانعدام المياه، وصعوبة الوصول للمستشفيات، فضلا عن المعاناة في الفقر، الذي وصلت إلى نحو 70٪، فتكاثرت فيه المصائب، وليس لهم إلا همة الرجال” وقال “شعب اليمن يناديكم”.
من جانبه، أفاد الشيخ إحسان بن صالح الطيب في كلمة رابطة العالم الإسلامي (السعودية) أن “هذا المؤتمر ينعقد وقد أشرقت بشائر النصر على اليمن، وتعلوه رايات النصر، والكل يتطلع للسلام العادل في البلاد، والذي يمهد لنهضة تنموية، حيث إن اليمن نموذج فريد في تمازج وتعايش المذاهب، إلا أن يد الغدر العابثة، أبت أن يستمر هذا النموذج، ففرضوا همجتيهم عليه”.
أما كلمة منظمة التعاون الإسلامي، فقد ألقاها السفير فؤاد المازني، الذي قال إن “اليمن يمر بإحدى أخطر مراحله نتيجة انقلاب الحوثيين و(قوات الرئيس السباق علي عبد الله) صالح وما نجم عنه من مآس، ويجب العمل على إخراج الشعب من آلامه التي يعاني منها، ومن المهم التنبيه للحاجة الإنسانية والإغاثية العاجلة، التي يحتاجها ملايين اليمنيين، فهم بحاجة الماء والغذاء والدواء والكهرباء ومراكز الإيواء، وتوفير وسائل العيش بعد تقطع السبل”.
وشدد على أن “المنظمة الإسلامية تهدف لأن يكون للمؤتمر دور في المجال الإنساني والإغاثي بشكل عاجل، بعد أن تحولت أجزاء كبيرة من مدينة عدن إلى ركام، بعد أشهر من القتال، وكذلك الضالع وتعز وصعدة والبيضاء وأبين وجوف وحجة، فضلا عن القتلى والجرحى واللاجئين، فالإحصائيات تشير إلى أن 21 مليون يميني بحاجة للغذاء”.
وكشف أن “منظمة التعاون بصدد التحضير لعقد مؤتمر دولي، ويسعى لتحديد مكان وزمانه، بهدف المساهمة بحشد الموارد لمواجهة الوضع الإنساني في اليمن، ومواجهة تحديات المرحلة القادمة، والمنظمة مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم”، على حد تعبيره.
وكذلك تحدث صالح الوهيبي، من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، قائلا “في اليمن تولت فئة قتل بلد العلم والإيمان وشردت آلاف الناس، ومن بينهم العلماء والمعارضون لفكرهم الضال، حيث استنفرت الندوة خلال الأزمة لتخفيف المعاناة، ومساعدة اليمنيين لتجاوز الأزمة”.
ولفت إلى أن “الشباب في ظل الأزمة وفروا الطعام للمحاصرين، ويسعون لتشغيل المستشفيات والعيادت لمساعدة المرضى، وكان بعضهم عرضة لإطلاق النار، فصبروا وصمدوا، ويسعد الندوة أن ترمي بسهم مع أخواتها من المنظمات الإنسانية، داعيا العاملين في المجال الإنساني، إلى مزيد من العمل والعطاء”.