التعريف بالمصطلحات الخاصة بالموضوع :




  •  آل النبي صلى الله عليه وسلم



  • أهل البيت



  • العترة



  • ذو القربى



  • والنصوص الواردة بهذه المصطلحات 


     فنجد في النصوص الشرعية ( الكتاب والسنة ) المصطلحات الآتية : آل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأهل البيت ، والعترة ، وذو القربى ، لذلك نعرّف بهذه المصطلحات الأربعة ، مع ذكر النصوص التي وردت فيها هذه المصطلحات ، مع تفسيرها أو شرحها ان اقتضى الأمر ذلك .


 


آل النبي صلى الله عليه وسلم وأهله:  


آل : أصله في اللغة من : آل إليه ، أي رجع إليه ، وآل الرجل : أهله ، وعياله ، وأتباعه ، وأنصاره[1] . 


وأما الأهل في اللغة فهو أيضاً : الأقارب والعشيرة ، والزوجة ، وأهل الشيء أصحابه ، وأهل الدار : ساكنوه[2] . جاء في القاموس المحيط ( أهل النبي صلى الله عليه وسلم : أزواجه ، وبناته ، وصهره عليّ رضي الله عنه )[3] .


 


الآل والأهل في القرآن الكريم والسنة النبوية :


  فقد تكرر لفظ ( آل ) في القرآن الكريم ستة وعشرين مرة ، حيث أضيف إلى إبراهيم : مرتين ، وإلى يعقوب : مرة واحدة ، وإلى موسى : مرة واحدة ، وإلى هارون كذلك ، وعمران : مرة واحدة ، وإلى فرعون : أربعة عشر مرة ، وهكذا[4] ، ولم يكن ( آل النبي) أو ( آل محمد ) في القرآن الكريم ، وإنما ورد في السنة كما سيأتي


  وأما لفظ ( أهل ) مضافاً فقد تكرر في القرآن الكريم : مائة وسبعة وعشرون مرة ، حيث أضيف فيها إلى : ( الكتاب : يا أهل الكتاب ) وإلى : ( القرى ) وإلى : ( المدينة ) وإلى :     ( مدين ) و ( يثرب ) وإلى : ( الذْكر ) و ( المغفرة ) و ( التقوى ) و (بيت) و ( البيت ) وغير ذلك من أنواع البشر ، والأديان ، والكتب ، والجمادات ، والأزمنة ، وغيرها .


    يقول الراغب الأصفهاني في التفرقة بين ( الآل ) و ( الأهل ) : ( الآل : مقلوب عن الأهل …. ، إلاّ أنه خص بالاضافة إلى أعلام الناطقين دون النكرات ، ودون الأزمنة ، والأمكنة ، يقال : آل فرعون ، ولا يقال : آل رجل ، ولا : آل زمان كذا ، أو موضع كذا … بل يضاف إلى الأشرف الأفضل … والأهل يضاف إلى الكل )[5] ثم قال : (  قيل : وآل النبي عليه الصلاة والسلام أقاربه ، وقيل : المختصون به من حيث العلم ، وذلك أن أهل الدين ضربان : ضرب متخصص بالعلم المتقن والعمل المحكم فيقال لهم : آل النبي وأمته ، وضرب : يختصون بالعلم على سبيل التقليد ويقال لهم : أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، ولا يقال لهم : آله ، فكل آل للنبي أمة له وليس كل أمة له آلاً ، قيل لجعفر الصادق رضي الله عنه : الناس يقولون  المسلمون كلهم آل النبي عليه الصلاة والسلام  ، فقال : كذبوا وصدقوا ، فقيل له : ما معنى ذلك؟ فقال : كذبوا في أن الأمة كافتهم آله ، وصدقوا في أنهم  اذا قاموا بشرائط شريعته آله ، وقوله تعالى : ( رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ )[6] أي من المختصين به وبشريعته وجعله منهم من حيث النسب أو المسكن ، لا من حيث تقدير القوم أنه على شريعتهم )[7] .


   والخلاصة أن لغة العرب واسعة ، فقد تطلق الأهل ، أو الآل على غير الأقارب والأزواج ، بل تطلقهما على من له علاقة بالمضاف إليه من حيث الدين ، أو السكنى ، أو الاستحقاق ، وأن السياق مع القرائن هو الذي يحدد المعنى ، فيحنما يقال : أهل الدار ، يراد به : سكناها ، أو أهل التوى والمغفرة : أي من يستحقهما ، ولذلك نفى الله تعالى عن ابن نوح نسبة الأهل باعتبار أن الكفر قد قطعها ، فقال نوح : ( إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)[8] فقال تعالى : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ )[9] وفي قراءة ( إنه ” عمل ” ـ أي بفعل الماضي ـ ) غير صالح أي ينصب (غير) ليكون مفعولاً به ، فهذا النفي ليس للنسب ، وإنما لنفي نسبة الدين عنه .


  اعلى الصفحة


 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


([1])  يراجع : لسان العرب ، والقاموس المحيط ، والمعجم الوسيط مادة ( آل )


([2])  المصادر السابقة مادة ( أهل )


([3])  القاموس المحيط ص 145


([4])  يراجع : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لمحمد فؤاد عبدالباقي ، مصطلح ( آل )


([5]) المفردات في غريب القرآن : للراغب الأصفهاني – تحقيق وضبط : محمد سيد كيلاني ،  ط. دار المعرفة ، بيروت – لبنان  ص 30


([6])  سورة غافر: الآية 28


([7])  المفردات في غريب القرآن : للراغب الأصفهاني – تحقيق وضبط : محمد سيد كيلاني ،  ط. دار المعرفة ، بيروت – لبنان  ص 30-31


([8])  سورة هود / الآية 45


([9])  سورة هود / الآية 46