بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وخاتم الرسل والنبيين محمد وعلى آله المطهرين وصحبه الميامين ومن تبع هداه إلى يوم الدين .

وبعد

  فإن الله تعالى قد أكرم آل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وأهله وسلم ، إكراماً كبيراً ، حتى جعل الصلاة والسلام عليهم جزءاً من الصلاة ، وقريناً للصلاة والسلام على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم نفسه ، وشرطاً لصحة الصلاة ، كما أن الله تعالى طهرهم تطهيراً بنص القرآن الكريم

 ولذلك تأتي ندوة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر حول ” أهل البيت ” في وقتها ، وظروفها المناسبة ، وقد تشرفت بأن يكون بحثي حول موضوع (، آل النبي (ص) ، أو أهل البيت عند أهل السنة والجماعة ) والمصطلحات ذات العلاقة ، ثم ورودها في الكتاب والسنة ، ومدى شمول أهل البيت لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم بيان فضائل الآل والعترة في الكتاب والسنة ، ومكانتهم عند الصحابة ، وبخاصة أبوبكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ، وتابعيهم ، وما قاله علماء الأمة في فضائلهم ، وما ألفوه في ذلك ، حيث جمع الإمام السيوطي كتاباً في الأحاديث الخاصة بفضائل أهل البيت ، فبلغت ستين حديثاً ـ كما سيأتي ـ

  وفي اعتقادي أن التعريف بفضائل ( آل النبي صلى الله عليه وسلم ) ودراستهم ، وتعرّف كل طائفة من أهل السنة ، وأهل التشيع على ما لدى الآخر من حبّ مفعم ، ومحبة طاهرة ، ومودة عظيمة ، وتقدير كبير يكون وسيلة جامعة ، وحلقة وصل متواصلة ، وحبلاً متيناً داخلاً في جملة حبل الله المتين ، وبهذا المعنى يظهر إعجاز قول النبي صلى الله عليه وسلم في امره أمته جميعاً بان يتمسكوا بكتاب الله تعالى ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعترته وآله المطهرين ( عليهم السلام ) .

 والله نسأل بتضرع وإخلاص أن يجمع هذه الأمة على عمل الخير وخير العمل ، وتوحيد صفوفهم أمام أعدائهم ليكون صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (سورة الصف: 4) وأن يوفقنا لرضائه وخدمة دينه وشريعته ، وأن يجعل كل أعمالنا خالصاً لوجهه الكريم وأن يوفق الجميع لخدمة الإسلام والمسلمين.