أدان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الجريمة الارهابية التي استهدفت تفجير كنيسة ماري جرجس بالأسكندرية أثناء مغادرة المصلين مساء أمس الأول وأودت بحياة عشرات العبّاد، بين صريع وجريح، بينهم مسلمون.
 
وأكد بيان اصدره الاتحاد أمس وحمل توقيع كل من د. يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد ود.علي محيي الدين القره داغي الأمين العام ان تلك الجريمة أحدثت صدمة كبرى في الشارع المصري وأثارت غضبا عارما، على حد سواء، بين المسلمين والمسيحيين واستفظعته دون تحفظ المراجع الدينية من الفريقين المسلم والمسيحي بسبب مصادمة هذا الصنيع الآثم للقيم الدينية والانسانية المشتركة وبخاصة القيم والمبادئ الاسلامية التي تجرم ذلك وتجعل من يريق دماء المواطنين المسيحيين داخل الدولة المسلمة محروما من رائحة الجنة ولما يمثله من خطر الوقيعة بين جناحي الوطن المصري وعلى عقد المواطنة وعلى ميثاق التعايش والسلام الاجتماعي وما يثيره من عداوات وفتن طائفية لا يفيد منها إلا أعداء الامة بكل طوائفها ومذاهبها.
 

وقال البيان: ان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يضم صوته الى صوت الازهر الشريف والكنيسة القبطية المرقسية ورئيس الجمهورية المصرية في الرفض الجازم والادانة المطلقة لهذه الجريمة الفظيعة.
 
واضاف: وإذ يدين الاتحاد بلا هوادة هذه الجريمة النكراء بصرف النظر عن الجهة المجرمة التي اقترفته، فإنه يؤكد أن مثل هذه الجريمة النكراء لا يمكن أن تظفر لها بأي سند من شرائع الاسلام التي أسس كتابها الخالد للاعتراف القطعي الثابت بالتعدد الديني واعتبار الإيمان الشخصي أساس الاعتقاد الديني، رافضا كل صور الاكراه”لا إكراه في الدين” 255 البقرة. وجاءت أول تجربة للتطبيق في المدينة المنورة على يد النبي الخاتم عليه أزكى صلاة وتسليم، ترجمة أمينة لاتجاه السماحة والتعدد الراسخ، وذلك كما عبر عنه دستور المدينة “الصحيفة”، وكما حفلت به تجربة التعايش بين المسلمين وبين أهل كل الديانات الاخرى على امتداد تاريخ الاسلام ، ما برئ معه من الحروب الدينية والمذهبية ، وبخاصة مع المواطنين من النصارى “ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى”المائدة81 وتتأكد الخصوصية في حق أقباط مصر رعاية لرحم الرسول الاعظم عليه السلام فيهم وإيصاءه بهم خيرا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون