بعد اجتماعاته بأئمة المساجد والمراكز الإسلامية الألمانية مؤخرا جاءت  اجتماعات فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث في السويد حيث التقى خلالها بأعداد كبيرة من أئمة المساجد ومدراء المراكز الإسلامية في السويد وعدد من البلاد المجاورة، وقال فضيلته في تصريحات خاصة لموقع الاتحاد إنه للمرة الأولى يجتمع الأئمة العرب مع إخوانهم  الأئمة الأتراك والأئمة الأكراد في مثل هذه القضايا الهامة التي تهم مسلمي أوربا، في توحيد  المناسبات كبدء رمضان والأعياد، واعتبر فضيلته هذا الأمر تقدما كبيرا جدا في سبيل وحدة المسلمين في الغرب، وأرجع الفضل فيه إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى جهود المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حيث قرب المسافة بين العرب والأكراد من جهة وبين إخوانهم الأتراك من جهة ثانية ،مستبشرا خيرا بمستقبل تلك الوحدة بين المسلمين.

نحو الوحدة

وقال فضيلته: نحن سعينا لتكون شعائر المسلمين في أوربا  واحدة  خاصة في الأعياد والمناسبات، حيث كانت الدول تحتج بأن الأقلية  الإسلامية في كل دولة ليست واحدة ولا متحدة ، وبالتالي لا يستطيعون أن يعطوهم حقوقهم في العيد وقالوا : نحن لا نستطيع أن نحدد ثلاثة أيام لعيد الفطر وثلاثة أخرى لعيد الاضحى، ولكن نستطيع أن نعطيهم يوما واحد ولكنهم لا يتفقون، وقد صرح بهذا الرئيس الألماني للجزيرة حينما سأله مقدم البرنامج : لماذا لا تعطون للمسلمين حقوقهم فى الأعياد ؟، أجاب قائلا نحن مستعدون ولكن هم ليسوا متفقين، فليتفقوا جميعا على يوم واحد ونحن مستعدون أن نعطيهم هذا اليوم ، أما أن نحدد يوم العيد في نفس الليلة فهذا غير ممكن لنا .

 

جهود مكثفة

يذكر أن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين  يقوم بجولة في ألمانيا وفى السويد و فرنسا، وذلك للقاء الأئمة والمسؤولين عن المراكز الاسلامية باعتباره الأمين العام للاتحاد لعلماء المسلمين وباعتباره أيضا نائب رئيس المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث حيث التقى بهم في المانيا مؤخرا و حضره عدد كبير من الأئمة الذين يمثلون الأقلية التركية والأقلية العربية وتم اللقاء في المركز الخاص للشؤون الدينية في تركيا، ثم بعد ذلك التقى فضيلته بالإخوة العرب وخاصة الأخوة في اليمن وممثلي المراكز والمساجد الكردية الذين حضروا الجلسة الأولى والجلسة الثانية، وكان معظم ما دار حول بحث التقويم الهجري الدولي حيث بين فضيلته بأن قرار المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث المعتمد على مؤتمر إسطنبول عام 2016 وكذلك مؤتمر إسطنبول 1978 ومؤتمر الكويت والمؤتمرات اللاحقة قرار سليم وهو يجمع المسلمين في أوربا ويجب أن يتحد المسلمون ولا يجوز أن تكون هناك هذه الاختلافات الكبيرة ، حيث أصبح شهر الصيام ثلاثيا أي ثلاثة أيام  حيث يختلف موعد بدء الشهر الكريم لدى الجنسيات  الإسلامية المختلفة في أوربا فهناك من يصوم في يوم والآخر في يوم ثان والثالث في يوم ثالث .. مما يترتب عليه اختلاف أيام العيد فلا يأخذ المسلمون حقهم في إجازة لعيدهم في تلك الدول والمسلمون في أوروبا التي يعتبر أقلية واحدة وذمة واحدة .. وقد أقمنا الأدلة والبراهين على هذه المسألة وكان الاجتماع ناجحا بفضل الله سبحانه وتعالى.

علماء يؤيدون توجهنا

وأضاف فضيلة الشيخ .د على القره داغى بأن علاقتنا الجيدة وعلاقة فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي  برئاسة الشؤون الدينية  قد ساهمت في هذا التقارب الطيب داخل أوربا وهذا ما نريده أيضا من جميع إخواننا في الدول العربية  مثل المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية وكذلك مصر وغيرها أن يساعدوا الأقليات على التوحيد، وأن يدعموا هذا التوجه للتوحيد، وقد سمعنا من معظم علماء المملكة العربية السعودية جزاهم الله خيرا كما سمعت أنا شخصيا من الشيخ عيد الله بن باز أنه لا يجوز لأهل بلد واحد أن يختلفوا بل يجب عليهم أن يتفقوا على عيد واحد وعلى يوم واحد للصيام.. هذا ما سمعته وهذا ما أكدته أيضا هيئة كبار العلماء في السعودية فهم مشكورون أيضا في دعم هذا التوجه وجزاهم الله خيرا.