الدوحة في:  12  رجب 1433هـ       

الموافق:03/06/2012م.


الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يدعو الأخوة في الوقف الشيعي في العراق إلى الحفاظ على أوقاف أهل السنة ويحذرهم أن الاعتداء عليها يثير الفتن التي يجب علينا جميعاً أن نتجنبها.

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛

يتابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن كثب ما يجري في العراق الشقيق بلد الحضارة والتآخي والسلام والبطولة والفداء، وما أصابهم من مصائب الاحتلال والطائفية البغيضة، والقاعدة والغلو والتطرف، ثم ما كان قد اصابهم تحت وطأة النظام السابق من قتل وتشريد، واستعمال للكيمياوي ونحوه، واحتلال الكويت وما ترتب عليه من مفاسد مستمرة، وقد صدق فيهم ما قاله بنو اسرائيل لسيدنا موسى (أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا) سورة الاعراق الآية 12.

ومنذ فترة تصل الى الاتحاد تقارير منظمة من قيام الوقف الشيعي بالاعتداء على أوقاف “الوقف السني” حتى أرسلت قوة خاصة من بغداد لتحويل ملكية الامامين علي الهادي والحسن العسكري (رضي الله عنهما) إلى الوقف الشيعي بالقوة، وتم مثل ذلك مع الكثير من المساجد والأملاك السنية في الجنوب، وفي كركوك، وبغداد، وصلاح الدين، وغيرها.

وأمام هذا الوضع المؤلم، يرى الاتحاد ويؤكد ما يلي:

أولاً: يندد الاتحاد بهذه الإجراءات –إن صحت- ويعتبرها إثارة وفتنة ومساهمة في عدم استقرار العراق، وصب الزيت على نار الطائفية في العراق التي بلغت شأواً بعيداً، نسأل الله العفو والعافية منها.

ثانيا:  يطالب الاتحاد الاخوة المسؤولين جميعاً، وبخاصة السيد رئيس مجلس الوزراء، للتدخل الفوري في هذه المسألة، ومنع هذه الاعتداءات، ورد أوقاف أهل السنة الى الوقف السني، فأئمة أهل البيت هم أئمة للمسلمين جميعاً، وليسوا للشيعة فقط.

ثالثاً: يطالب الاتحاد فخامة رئيس جمهورية العراق السيد جلال الطالباني، بإعتباره مسؤولاً عن الدستور وأمن البلاد، أن يتدخل لمنع هذه الاعتداءات من أي جهة كانت.

رابعاُ: يطالب الاتحاد الاخوة في الوقف الشيعي بتحكيم العقل والمنطق، ومصالح البلاد العليا، وعدم الاغترار بقوتهم اليوم، فالقوة زائلة (وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) وقد رأيتم بأنفسكم قوة النظام السابق كيف ذهبت فقال تعالى في حق بني اسرائيل (عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)

وأخيراً فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مستعد للتدخل الأخوي بين الطرفين للوصول الى ما يحقق العدالة، ويوفر الطمأنينة، ويريح الجميع، ويجمعهم على كلمة سواء، وصدق الله إذ يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103].

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}

أ.د علي القره داغي                         أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                               رئيس الاتحاد