خاص/ موقع الإتحاد

اختتم أعماله في العاصمة الشيشانية غروزني يوم 28 مايو/ايار مؤتمر فقهي اسلامي بعنوان “الفكر الاسلامي ودوره في مواجهة الغلو” الذي عقده “المركز العالمي للوسطية” برعاية الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والمؤسسة الروسية لدعم الثقافة والعلوم والتربية الاسلامية والصندوق الخيري لبطل روسيا حاجي احمد قادروف في الفترة من 25 الى 28 من الشهر الحالي بموسكو وغروزني، حيث تمخّض عن هذا المؤتمر بيان وإعلان.

وأصدر المؤتمرون من كبار علماء البلدان الإسلامية فتوى تدين الغلو والتطرف في تفسير المصطلحات الإسلامية مثل “الجهاد” و”التكفير” و”الخلافة” التي صار البعض يربطها في الفترة الأخيرة بالغلو. وأعرب المؤتمرون أيضا عن القناعة بأن التفسير الخاطئ لهذه الكلمات يقود المسلمين الى سلوك درب الغلو والتطرف في العالم بأسره ، كما يشكل ذريعة لتقديم صورة مشوهة للإسلام الحقيقي واستثارة  نعرات الخوف من الإسلام (اسلاموفوبيا). وتتضمن الفتوى أيضا تعريف كلمة ” الجهاد” وحظر قتل الابرياء وممارسة العنف حيال أتباع الأديان والطوائف الأخرى. كما أشير فيها الى عدم جواز تقديم تفسيرات متطرفة لأحكام الشريعة الإسلامية المتعلقة بقضايا الحرب والسلم وانتهاك  المسلمين لقوانين الدولة التي يقطنون فيها وشن الهجمات المسلحة على هيئات سلطة الدولة. وستوزع الفتوى في جميع البلدان الاسلامية، كما ستدرس في المعاهد الإسلامية، وتدرج ضمن الأدبيات الفقهية والعلمية.

وشارك في المؤتمر الشيخ علي محي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ عبد الله ين بيه نائب رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأعضاء من الأمانة العامة للإتحاد، ورئيس حزب “النهضة” فى تونس الشيخ راشد الغنوشى، ود.عادل الفلاح وكيل وزارة الاوقاف في دولة الكويت رئيس “المركز العالمي للوسطية ” والشيخ مصطفى يحي(الكويت) والشيخ صالح بن حسين العيد الامين العام للمجلس الاعى للشؤون الاسلامية (المملكة العربية السعودية) وعبدالله بن علي باسفر الامين العام للأتحاد العالمي لحافظي القرآن الكريم ود.رفيق محمدشين(تتارستان) ود.مطلق القراوي ود. عثمان عبدالرحيم ، والشيخ ميرزا سلطانوف والشيخ محمد صادق (اوزبكستان) وغيرهم.

وإستهل المؤتمر أعماله بتلاوة آيات الذكر الحكيم وعزف النشيد الوطني لروسيا الاتحادية. وقدم د. علي بولوسين رئيس المركز الروسي للوسطية الى الحاضرين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د.عادل الفلاح وكيل وزراة الاوقاف والشؤون الاسلامية في دولة الكويت الذي أشار في كلمته الى ان مسلمي روسيا كانوا دائما يدعمون فكرة المشاركة والتعاون والتسامح منذ تفكك الاتحاد السوفيتي ونشوء الفراغ الروحي الذي وجب سده. وأدى تطور الاحداث آنذاك الى ان صار شعار الوسطية يطرح نفسه في المجتمع الروسي بحدة. علما ان مسلمي البلاد ساهموا في بناء صرح الحضارة الروسية وأثروا بقيمهم الاسلامية في عملية البناء هذه. انهم يشكلون احد مكونات المجتمع ويعتبرون من المواطنين الاصليين والمسالمين في وطنهم. لكن بعض الشباب المسلم وقع في فترة تبدل النظام تحت تأثير الغلو، مما شوه صورة الاسلام وحرف الشباب عن الطريق السوي. والآن حان الاوان للعمل الجدي وتحمل المسؤولية في تربية الجيل الجديد من المسلمين ونشر الفكر الاسلامي الصحيح بمساعدة علماء المسلمين .

وألقى ايليا بارينوف رئيس ادارة التعاون بين الاديان التابعة لجهاز الرئيس الروسي كلمة أشار فيها الى ان المؤتمر الذي يضم أكثر من 40 عالما من  20 بلدا اسلاميا سيظهر مجددا ان روسيا هي بلاد متعددة القوميات والاديان يعيش ابناؤها بسلام ووئام على مدى القرون. وألقيت عدة كلمات أخرى للمندوبين.

وتضمن برنامج المؤتمر الذي يستغرق يومين ثلاثة محاور تبحث فيها المواضيع التالية: التطرف والغلو بين المفهوم والاسباب والدوافع (الغلو ودوافعه في الواقع الروسي، مواطن الخلل في فهم الجهاد والتكفير لدى فكر الغلاة )، ودور الفكر الوسطي في الوقاية من الغلو والتطرف (استعراض تجربة الكويت ومصر واوزبكستان)، ونحو معالجة منهجية لفكر الغلو (مفهوم الولاء والبراء وعلاقته بالمواطنة، ملامح المنهجية الوسطية في مواجهة الغلو فكريا وعلميا). وقدم التقارير بشأنها نائب رئيس الإتحاد د.عبدالله بن بيه ود.رفيق محمدشين وأمين عام الإتحاد د.علي القره الداغي ود.مطلق القراوي ود. عثمان عبدالرحيم، والشيخ ميرزا سلطانوف والشيخ محمد صادق وغيرهم.

وكان لافتاً في كلمة الدكتور القره داغي الذي قرأ الإعلان مطالبته من الرئيس الروسي بأن يكون له دور في إنقاذ الشعب السوري، كما طالب الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين من روسيا أن تتدخل وأن تعالج هذا الخلل إذ أن روسيا بهذه السياسة سوف ينحسر دورها في الشرق الأوسط، ونحن نريد أن تبقى روسيا مع الشعوب لا مع الأنظمة الديكتاتورية، فهذه أمريكا رغم أنها كانت تعتبر مبارك أنه الكنز الإستراتيجي لها ولإسرائيل، لكنها تركته لما رأته من ثورة الشعب، ولو ظاهرياً.