الإرهاب والعنف بين اليهودية والنصرانية والإسلام / نظرياً وتطبيقياً :


  لا شك أن الأديان السماوية في أصلها رحمة للإنسانية وهدى ورحمة وذكرى للإنسان ، هكذا وصف القرآن الكريم جميع الكتب السماوية الصحيحة ، حيث يقول تعالى عن التوراة : ( إنا أنـزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون ….  )  ، وعن الانجيل قال تعالى : ( وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين ) . 


 ولكن الكتب السماوية السابقة على القرآن الكريم قد ضاعت معظم معالمها بين التحريف المتعمد ، وبين النسيان الذي طرأ بعد نزول التوراة التي كتبت بعد حوالي سبعمائة سنة ، التلمود بعد ألفي سنة  ، ونحن في هذه الدراسة نعتمد على التوراة والأناجيل المتوافرة بين أيدينا التي يعتقدها اليهود والنصارى أنها كتبهم المنـزلة .


التوراة والعنف :


 ففي التوراة نصوص كثيرة تدعو بكب وضوح إلى الإبادة الجماعية بشكل غريب ، فقد جاء فيها :    ( إن مدن هذه الشعوب المورثة إليك من مولاك الرب هي الوحيدة التي لم تدع مخلوقاً حياً يعيش فيها … بل ستجعلها محظورة على الحيثيين والعموريين والفريزيين كما أمرك الرب مولاك… )  ومنها : ( الآن إذن اضرب آمالك ، واحظر عليه كل ما يملك ولا تترك له شيئاً ، اقتل الكل ، الرجال والنساء والأطفال والرضع والأبقار والخراف والجمال والحمير )  .


 يقول الفيلسوف الفرنسي جارودي : ( وهذا التبرير التوراتي للقتل ، هذا الإضفاء للشرعية على العداوات المتتالية وضم أرض الغير .. يجعل اليهود يرضون ويقبلون ما لا يمكن قبوله عقلاً )  ، وجاء في التوراة ( عددج55ع33 و 56 ( إن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكاً في أعينكم ، وماخس في جوانبكم ويضايقونكم على الأرض التي أنتم ساكنون فيها ) .


 وفي سفر تثية ج7ع21ـ22 : ( لا ترهب وجوههم لأن الرب إلهك في وسطك اله عظيم ومخوف ، ولكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلا قليلا .. لا تستطيع أن تفنيهم سريعاً لئلا تكثر عليك وحوش البرية .. ويدفع الرب إلهك أمامك ويوقع بهم اضطراباً عظيماً حتى يفنوا ، ويفع ملوكهم إلى يدك فتمحوا اسمهم من  تحت السماء ) .


 وفي سفر تثنية ج20ع10ـ17 : ( حين تقترب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح ، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعوب الموجودة فيها يكون لك للتسخير ، ويستعبد لك ، وإن لم تسالمك وعملت معك حرباً فحاصرها وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف ، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة كل غنيمتها فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعداءك التي أعطال الرب إلهك .. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التي ليست من مدن هؤلاء الأمم ها هنا،وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبك فلا تستبق منها نسمة واحدة ) .


 ونجد في التلمود نصوصاً تدل على تمايز اليهود عن غيرهم ، منها : ( اليهود أحب إلى الله من الملائكة ، وهم من عنصر الله كالولد من عنصر أبيه ، فمن يصفع اليهود يصفع الله ) !


 وجاء في التلمود ( سنهدين ص 22 ، 58 ) : ( إذا ضرب أممي إسرائيلياً فالأممي يستحق الموت)! وجاء في تلمود اورشليم بالحرف ( ص94 ) : ( ان النطفة المخلوق منها باقي الشعوب الخارجين عن الديانة اليهودية هي نطفة .. حصان ) ! ، ويعتبر التلمود أيضاً : ( الأجانب ـ أي غير اليهود ـ كلاباً لأنه مذكور في سفر الخروج ( 12، 11 ) أن الأعياد المقدسة لم تجعل للأجانب ولا للكلاب ) ! .


 وفي تفسيرات للرابي موسى بن نعمان ، والحاخام رشى لعبارة سفر الخروج : ( إن الكلب أفضل من الأجنبي لأنه مصرح لليهودي في الأعياد أن يطعم الكلب وليس له أن يطعم الأجنبي ، أو يعطيه لحماً بل يعطيه للكلب ) !


 ويقول الحاخام باربانيل : ( الشعب المختار فقط يستحق الحياة الأبدية ، واما باقي الشعوب فمثلهم كمثل الحمير ) ، ويقول الرابي مناحم : ( أيها اليهود انكم من بني البشر لأن أرواحكم مصدرها روح الله ، وأما باقي الأمم فليست كذلك لأن أرواحهم مصدرها الروح النجسة )! ، ويقول الحاخام أربل : ( أن الخارجين عن دين اليهود خنازير نجسة ، وإذا كان الأجنبي ـ أي غير اليهودي ـ قد خلق من على هيئة الإنسان فما ذلك إلاّ ليكون لائقاً لخدمة اليهود التي خلقت الدنيا لأجلهم )!! .


  وبعض النصوص تدل على أن الله تعالى سلط اليهود على أموال باقي الأمم ودمائهم ! حيث جاء في التلمود ما يفسر هذه العبارة…هكذا : ( إذا سرق أولاد نوح ـ أي غير اليهود ـ شيئاً ولو كانت قيمته طفيفة جداً يستحقون الموت لأنهم قد خالفوا الوصايا التي أعطاها الله لهم ، وأما اليهود فمصرح لهم أن يضروا الأممي لأنه جاء في الوصايا : “لا تسرق مال القريب” … وكا دام موسى لم يكتب في الوصية ” لا تسرق مال الأممي ” فإن سلب ماله لا يخالف الوصايا .. حسب رأي علماء التلمود )! .


 وجاء في التلمود أيضاً ( أن الرابي صموئيل أحد الحاخامات المهمين كان رأيه أن سرقة الأجانب مباحة ، وقد اشترى هو نفسه آنية من الذهب كان يظنها الأجنبي نحاساً ، ودفع ثمنها أربعة دراهم فقط ، وهو ثمن بخس ، وسرق درهماً آخر من البائع ) ! .


 يقول السير ريتشارد بورتون في كتابه : ( اليهود ، النور ، والإسلام / ص 73 ) : ( إن أهم نقطة في المتقدات اليهودية الحديثة هي أن الأجانب ـ أي غير اليهود ـ ليسو سوى حيوانات متوحشة حقوقها لا تزيد عن حقوق الحيوانات الهائمة في الحقول ) ويقول في (ص81) : ( يقول التلمود : عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان إلهنا ” يهوه ” إحداهما عيد الفطائر الممزوجة بالدماء البشرية ، والأخرى مراسيم ختان أطفالنا ) .


  ولليهود عيدان مقدسان لا تتم الفرحة فيهما إلاّ بتناول الفطير الممزوج بالدماء البشرية وهما عيد  البوريم (Porim)  في مارس كل عام ، وعيد الفصح في إبريل أيام عيد الفصح عند المسيحيين  .



 ولقد دوّن الأستاذ أرنولد ليز أهم حوادث الذبح المشهورة لبنات وأطفال النصارى في أوربا على أيدي اليهود في كتاب نشره عام 1938 بعنوان ( Jewich Ritual Murden ) حيث كان معظمهم لأجل استنزاف دمه للفطائر الممزوجة بالدماء في هذين العيدين ، وزاد عددهم على خمسين طفلاً وبنتاً ، منها حادثة في عام 1144 في بريطانيا وجدت جثة صبي عمره (12) سنة في كيس ملقى تحت شجرة مستنزف دمه من جراح عديدة أيام عيد الفصح اليهودي ، ارتشى عمدة البلدة ، ولم يقدم للمحاكمة ، ولكن منحت الضحية لقب : ( القديس وليام ) ، وفي عام 1255م في بريطانيا خطف اليهود طفلاً مسيحياً يدعى (Hugh ) أيام عيد الفصح ، فصلبوه ، واستنزفوا دمه ، ثم عثر على جثته في بئر قرب منزل يهودي يدعى جوبين الذي اعترف على شركائه بعد أن وعده القاضي بالعفو عنه ، فجرت محاكمة (91) يهودياً أعدم منهم (18) ورفض الملك هنري الثالث العفو عن اليهودي الذي اعترف .


اعلى الصفحة