الدوحة في 27 ذي الحجة 1432هـ
الموافق: 23 نوفمبر 2011م
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعوا المسلمين جميعا إلى جعل يوم الجمعة القادم 25/11/2011م جمعة الأقصى، والوقوف معه ماديا ومعنويا، ويحذر الصهاينة أشد التحذير من محاولة هدم المسجد الأقصى، ويطالب العالم العربي والإسلامي بحمايته.
يتابع الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بقلق بالغ لما يحدث على أرض فلسطين المباركة كلها من المسجد الأقصى، والقدس الشريف، إلى الضفة وغزة، وبخاصة محاولات الصهاينة بكل الوسائل تستهدف المسجد الأقصى من خلال هدم جسر باب المغاربة الموصل بين حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك، وذلك ببناء جسر حديدي يسمح بدخول أرطال الدبابات والجنود إلى باحات المسجد الأقصى، وتهديد أمن المسجد والمصلين، وذلك ضمن مخطط التهويد الرهيب الذي وصل إلى 37 نفقاً تحت المسجد الأقصى بعمق 90 متراً، وبناء 50 ألف وحدة استيطانية، وتغيير 200 ألف إسم عربي إلى أسماء عبرية، كما صرح بذلك بعض المسؤولين.
وأمام هذا الخطر الداهم والاعتداءات المتكررة يدعو الاتحاد ويرى مايلي:
أولاً- يحذر الاتحاد الصهاينة أشد التحذير من الإقدام على هذه الخطوة الخطيرة (محاولة هدم الأقصى) التي تزيد المنطقة اشتعالا وناراً. فالأقصى هو أولى القبلتين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أنها مقدسة لدى إخواننا المسيحيين أيضاً.
وإن رصيدنا في هذا التحذير الشديد هو العمق الإسلامي والعربي المتجذر في وجدان المسلمين نحو مقدساتنا المباركة، بالإضافة إلى أن الثورات العربية قد مهدت الأجواء لوحدة الأمة الإسلامية البالغ عددها ملياراً وسبعمائة ألف نسمة كلهم على قلب رجل واحد حول الأقصى والقدس الشريف، فليعلم الصهاينة أن كل حجر بل كل ذرة من الأقصى تقابل بدماء غزيرة.
ثانياً- يدعو الاتحاد قادة الأمة العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهم عن كل حجر في المسجد الأقصى المبارك من خلال الإجراءات الاتية:
أ- دعم المقاومة بكل الإمكانيات المتاحة، واعتبارها الخيار الوحيد لإنهاء الاحتلال وحماية المقدسات.
ب- سحب المبادرة العربية للسلام مع العدو الصهيوني، حيث لم يعد لها أي فائدة مرجوة.
ج- وقف كل معاهدات السلام وطرد السفراء الصهاينة في البلاد التي لا يزالون موجودين بها.
ثالثاً- يدعو الاتحاد علماء الأمة ومفكريها، وأحزابها إلى جعل يوم الجمعة 25/11/2011م جمعة “إنقاذ الأقصى” من خلال الخطب، والاعتصامات، والدعاء والمظاهرات السلمية.
رابعاً- يدعو الاتحاد إلى توحيد المقاومة الفلسطينية فوراً لتكون صفاً واحداً {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف:4]. كما يدعو الاتحاد الأمة جميعاً إلى إحياء فريضة الجهاد بجميع أنواعه والاستعداد لساعة النصر وتحرير الأقصى والقدس وفلسطين من الصهاينة المعتدين، وهو آت بوعد الله تعالى للمؤمنين، قال تعالى {وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [الصف:13]، وقال تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا * فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً} [الإسراء:4، 5]، صدق الله العظيم.
أ.د علي القره داغي أ.د يوسف القرضاوي
الأمين العام الرئيس