الدوحة: 03 ربيع الآخر 1433هـ

الموافق:25/02/2012م.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يهنئ الشعب اليمني الشقيق بانتصار الثورة المباركة ونجاح الانتخابات الرئاسية ويدعو كل اليمنيين إلى وحدة الصف لبناء اليمن السعيد.

الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛

 فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينتهز هذه الفرصة التاريخية ليهنئ الشعب اليمني الحكيم بانتصار الثورة المباركة، والتي حققت فيها أحد أهدافها المشروعة، وانتصرت على الظلم والطغيان، وبنجاح الانتخابات الرئاسية التي أفرزت فوز الرئيس عبد ربه هادي منصور للفترة القادمة. داعيا الله تعالى أن يحقق لهم مقاصد ثورتهم في تحقيق الحكم الرشيد، ويتم لهم العدالة والطمأنينة، ويمكّن بهم شريعة الإسلام العظيمة السمحة التي أنزلها الله للعالمين.

والاتحاد العالمي إذ يهنئ الثوار والشعب اليمني الكريم بانتصار الثورة ونجاح الانتخابات، وتأييد الرئيس عبد ربه  ليؤكد على الآتي:

أولاً: يدعو الاتحاد أبناء الثورة اليمنية المباركة، والشعب اليمني بأكمله، إلى الالتزام الكامل بأخلاقيات الإسلام التي تنص على التكافل والتراحم والتسامح، والقيم السامية في التعامل مع المخالفين، والتي تجمع الأمة ولا تفرقها، وتنبذ روح الفرقة والانتقام بين المواطنيين اليمنيين بشتى أطيافهم الاجتماعية، قال تعالى: }وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ {، ] الشورى، 43 [.

ثانيا: يدعو الاتحاد أبناء اليمن جميعا إلى أن يحمدوا الله تعالى حمدا كثيرا على نجاح ثورتهم الشعبية، وتحقيق آمالها، وإزاحة الطغاة المتجبرين في الأرض، وتهيئة فرص جديدة للشعب اليمني، ليمارس نشاطه الحر، ويقيم نظامه المعبر عن ذاته وعن هويته ورسالته.

ثالثا: يوصي الاتحاد الرئيس اليمني والمسؤولين اليمنيين، والثوار والشعب اليمني الحكيم، أن يحافظوا على مقاصد ثورتهم في إقامة الحكم الرشيد، القائم على هوية هذه الأمة (الإسلام) الذي يتيح الحرية للجميع، ويحقق الديمقراطية الحقيقية في جانبها العملي من الفصل بين السلطات، وحرية الشعب في اختيار ممثليه بكل شفافية، على أساس العدل والشورى والمساواة، فالإسلام في حقيقته رحمة وشفاء وهداية للجميع، وخير للأمة جمعاء، فلا يجوز أن تجعل التطبيقات الخاطئة حجة على الإسلام، فالله  الله في حماية دينكم وعقيدتكم التي جمعتكم، وليعلم الجميع أن كل ما أصاب هذه الأمة خلال القرون الأخيرة، كان بسبب البعد عن الإسلام الحقيقي، القائم على العمل والرحمة والتسامح وعن منهجه الوسطي المعتدل، وعن قيمه الحيوية والحضارية، فأملنا كبير في تحيق ذلك الأنموذج القائم على خيري الدنيا والآخرة.

{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [التوبة:105]

رابعا: يدعو جميع اليمنيين حكومة وشعبا، وخصوصا المسوؤلين في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ اليمن الشقيق، إلى الحرص والاهتمام ببناء اليمن السعيد الجديد، بموارده ومؤسساته، واستكمال مشروعات القوانين والأنظمة والقرارات والخطط والبرامج الخاصة بإدارة الحكم الرشيد، وتحقيق الأمن والاستقرار، وتحسين ظروف العيش للمواطنيين اليمنيين في ربوع اليمن كلها.

}  وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ { ]فاطر، 34 [

والله المستعان وعليه التكلان

 

  ا.د يوسف القرضاوي             أ.د. علي محي الدين القره داغي

رئيس الاتحاد                          الأمين العام