الدوحة في:  27 ذو الحجة 1433هـ       

الموافق: 12 نوفمبر 2012م

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يهنئ الشيخ معاذ الخطيب رئيساً للائتلاف السوري الجديد.

ويطالبه والمعارضة بوحدة الصف والقضاء على الفتنة والتركيز على تشكيل حكومة تمثل جميع مكونات الشعب السوري.

ويدعو العالم العربي والإسلامي والإنساني للاعتراف به بديلاً عن النظام الذي يقتل شعبه ويبيده

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛؛

فقد تابع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين اجتماعات الدوحة للمعارضة السورية بجميع مكوناتها؛ بدءًا من اختيار المجلس الوطني السوري وتوسيع دائرته، واختيار رئيس جديد له، إلى اختيار الائتلاف الجديد الذي انتخب لرئاسته الشيخ  أحمد معاذ الخطيب، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، خطيب الجامع الأموي السابق، الذي قبع في سجون النظام أكثر من مرة، واختيار نائبين له مع الأمين العام.

والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمام هذا الحدث العظيم يؤكد ويرى ما يلي:

أولاً: يهنئ الاتحاد الشيخ أحمد معاذ الخطيب بهذه الثقة المباركة، وهذا الإجماع الطيب على انتخابه الذي يحمّله مسؤولية أكبر أمام جميع أطياف المعارضة المدنية والعسكرية في الداخل والخارج، كما يهنئ الاتحاد نائبيه والأمين العام على هذه الثقة العظيمة.

ونحن على ثقة بأن الشيخ الخطيب مع نوابه والأمين العام، لا يدخرون ما في وسعهم لأداء هذه الأمانة العظيمة في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به سوريا مما يقوم به النظام الظالم المجرم وأعوانه في الداخل والخارج، من قتل وتدمير وإبادة جماعية بقسوة شديدة فاقت قسوة الصهاينة، ومما يحاك لها من مؤامرات في الداخل والخارج، ومن الفتن العرقية والطائفية التي تهدد وحدة المعارضة.

كل ذلك يجعل الإخوة المسؤولين الجدد وعلى رأسهم الشيخ الخطيب أن يبذلوا كل جهودهم وأن يتحلوا بالصبر ويتعاملوا بالحكمة والعدل والمساواة مع جميع مكونات الشعب، من عرب وأكراد، ومن سنة وشيعة، ومسلمين ومسيحيين، وغيرهم.

ثانياً: يطالب الاتحاد الائتلاف الجديد بأن يكون همّه الأول توحيد المعارضة المدنية والعسكرية، في الداخل والخارج، في قيادة واحدة جامعة شاملة للوصول إلى تشكيل حكومة تمثل الجميع، ولإسقاط النظام المجرم، فالوحدة فريضة شرعية، وضرورة وطنية، وأن من يتخلف عنها، أو يقف ضدها، فهو آثم، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) }سورة الأنفال: 46{ وقال تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) }سورة آل عمران :103{.

ثالثاً: يناشد الاتحاد الائتلاف الجديد والمجلس الوطني بالإسراع فوراً للقضاء على بذور الفتنة التي تُراد إثارتها بين العرب والأكراد في بعض المناطق مثل الحسكة وغيرها، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على أهبة الاستعداد للمساهمة في تحقيق المصالحة.

رابعاً: يطالب الاتحاد العالم العربي والإسلامي والإنساني الاعتراف بهذا الكيان الجديد بديلاً عن النظام الظالم الذي فقد شرعيته لأنه يقتل شعبه ويبدده.

خامساً: يطالب الاتحاد الشرفاء ممن بقي من الجيش السوري النظامي وغيره الالتحاق بهذا الائتلاف، والقيام بما ينقذ الشعب السوري العظيم من بطش النظام الجائر، الذي إن بقي فسيدمر ما بقي من الشعب والمؤسسات، فليتقوا الله في منع سفك الدماء، وانتهاك الأعراض، وليعلموا أن من يبقى مع الظالم حتى ولو لم يؤذِ يشارك في ظلمه وجرائمه، وهو منهم، قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) }سورة هود 113{

سادساً: يثمن الاتحاد دور قطر أميرًا وحكومة وشعبًا على هذه الرعاية الشاملة لمؤتمر المعارضة التي أثمرت عن توحيدها في إطار الائتلاف السوري، ولا يسع الاتحاد إلا أن يقدم شكره وتقديره لهذه الجهود القطرية رعايةً وعنايةً بالمعارضة السورية واحتضانا لها، للوصول إلى إنقاذ الشعب السوري من بطش النظام الجائر، وتحقيق حريته في ظل حكومة تمثل مكوناته، كما يشكر الاتحاد على حرص قطر على الاستمرار في دعم المعارضة إلى أن يتحقق الهدف المنشود، وكذلك لرعايتها للثورات العربية العادلة منذ نشأتها، ودعمها المتواصل للربيع العربي بكل إمكانياتها المتاحة.

والله المستعان

أ.د علي القره داغي                         أ.د يوسف القرضاوي

الأمين العام                                رئيس الاتحاد