العنف في اللغة له معان كثيرة ، من أشهرها : ضد الرفق ، والتعنيف هو توجيه العنف ، أو اللوم إلى آخر  .

  وقد اشتهر في الاصطلاح في : استخدام القوة لإلحاق الأذى بآخر استخداماً غير مشروع  .

  وبهذا التعريف يتبين الفرق الواضح بين العنف ، وبين كل من الجهاد الذي هو دفاع عن الدين والأرض والوطن في سبيل الله ودفع المفسدين المحتلين ، والحدود والتعازير والضرب للتأديب .

 

أنواع العنف :

 للعنف أنواع كثيرة ، منها العنف السياسي الذي تجده تتخذه بعض الجماعات السياسية وسيلة لتحقيق مآربها السياسية ، والعنف الإجرامي الذي تتخذه عصابات المخدرات والمافيا والمال الحرام وسيلة لتحقيق مآربها ، كما أن هناك العنف الأسري وغير ذلك .

  وحديثنا في هذه الورقة يدور حول العنف الأسري وهو : التعامل داخل الأسرة بطريقة العنف من الضرب غير المشروع ونحوه .

 

والعنف الأسري يشمل ما يأتي :

1ـ عنف الزوج نحو زوجته بالضرب غير المشروع وإلحاق الأذى بها ، أو القتل ، أو بالعنف الجنسي ، أو نحو ذلك .

2ـ عنف الزوجة نحو زوجها بالضرب ، أو القتل ، أو التقطيع إرباً إرباً ووضع كل قطعة منه في مكان ، ـ كما حدث في بعض الدول ـ .

3ـ عنف كل من الزوج والزوجة نحو أولادهما ، أو أولاد واحد منهما .

4ـ عنف الأولاد نحو والديهم ، أو نحو بعضهم البعض .

  ونحن في هذه الورقة نتحدث عن هذه الأنواع بصورة موجزة مع التركيز على ما أسميه بالعنف الزوجي أي عنف كل واحد منهما نحو الآخر أو نحو الأولاد .

  أما عنف الأولاد فهو داخل وسائل الوقاية ، ولكن أسبابه قد تختلف بعضها عن أسباب العنف الزوجي ، منها تربية الوالدين ، ومنها عدم وجود قدوة صالحة ، أو قدوة سيئة متمثلة في والد عنيف أو والدة عنيفة ، أو أن كليهما عنيفان ، ولذلك فإن عنف الأولاد يحتاج إلى دراسة خاصة متخصصة لا أعتقد أن الورقة قادرة على الوفاء بها .