في سابقة تعد الأولى من نوعها، نظم مركز الزهراء لتحفيظ القرآن الكريم للنساء حفلا تكريميا للداعمين لمسيرته من أزواج وآباء المتطوعات من مدرساته وإدارياته وأعضاء مجلس الإدارة والأعضاء الفخريين.


حضر حفل التكريم الذي أقيم بمقر المركز والذي يعد الأول من نوعه على مستوى مراكز التحفيظ النسائية حوالي 100 شخصية يتقدمهم فضيلة الدكتور علي محيي الدين القره داغي، وعدد من الدعاة والعلماء ومحفظي القرآن الكريم، إضافة للمكرمين.


وكان الحفل قد بدأ بكلمة ترحيبية من المذيع عبدالرحمن الحرمي، أعقبتها كلمة الدكتور علي محيي الدين القره داغي التي أشاد فيها بالجهود المقدرة التي يبذلها مركز الزهراء في تحفيظ القرآن للنساء والأطفال.


وقال د. القره داغي إن حفل تكريم الأزواج والآباء والداعمين يعتبر سُنة طيبة، وعملا مباركا، وخطوة طيبة نحو تحقيق الإحساس بإحسان الآخرين، والشعور بأعمال المحسنين، وإحساسهم بأن الآخرين متفاعلون معهم، ويشعرون بجهودهم وتضحياتهم، مبينا أن الإنسان مخلوق اجتماعي يفرح بشكره، ويطرب بالثناء عليه، وينسجم مع من ينسجم معه، ويتفاعل مع من يتفاعل معه ويقدّر من يُقدره ويُقدر عمله، ويتناغم مع من يهتم بإنجازاته، فهي فطرة فطر الله الناس عليها، وليس في ذلك بأس ما دام لا يصل إلى الرياء والنفاق.


واضاف د. القره داغي أن محبة الشكر أيضا مقبولة شرعا، ولذلك يحب الله تعالى الشكر، بل أمر به فقال تعالى “أن اشكر لي ولوالديك ” وفي هذا الربط بين شكر الله تعالى وبين شكر الوالدين دليل على أن موجب الشكر هو الاحسان، فالله يستحق الشكر لأنه الخالق المنعم، وأن الوالدين يستحقان الشكر لأن لهما أفضالا عظيمة على الأولاد، ومن هنا بين الرسول ضرورة شكر الناس والدعاء لكل من أسدى معروفا فقال “لا يشكر الله من لم يشكر الناس”


وأكد د. القره داغي أن الاسلام قد أولى عناية قصوى وأهمية عظمى لفعل الخيرات، والتقرب إلى الله تعالى بالإحسان، في كل مجالات الحياة، حتى أن الله تعالى وصف المؤمنين الصادقين الفائزين المجاهدين بأنهم “أولئك يسارعون في الخيرات” ان هؤلاء جميعا يركضون نحو الخير، وأن بعضهم يسبق البعض، فالكل متسابق ومتسارع، والخير الأسمى والأجر الأعظم لمن يسبق في هذا المضمار، حتى يصبح الخير سمته وفطرته ولذلك وصفهم بعد ذلك بأنهم “وهم لها سابقون” أي أنهم يسبقون الخيرات بحبهم وتفاعلهم معها، حتى كانت الخيرات هي التي تتبع هؤلاء.


وحث د. القره داغي الحضور على الاستمرار في دعم مسيرة المركز، قائلا: إن الله تعالى يريد من المسلم أن يعيش لإسعاد الآخرين، يعمل ويتعب ويحصل المال حتى يكون له مال، وحينئذ يؤدي الزكاة للمستحقين من الفقراء والغارمين وغيرهم، فقال تعالى في وصف المفلحين “والذين هم للزكاة فاعلون” أي يعملون ويفعلون لأجل الزكاة فلا أجر أعظم منها في مجال حب الخير عند الله تعالى، ولذلك ادعوكم للاستمرار في دعم هذا المركز المبارك الذي يسعى لنشر دين الله تعالى في أرضه من خلال تعليم القرآن الذي يعد أشرف الأعمال وخيرها مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”.