بعد تزايد محن اللاجئين وسقوط مئات الضحايا في رحلاتهم بين شرق أوروبا وغربها هربا من الحرب، وبعد ان عثرت السلطات النمساوية يوم الخميس الماضي على أكثر من سبعين جثة في شاحنة براد على طريق سريع قرب الحدود مع المجر وهو الحادث الثاني  بعد ان  انتشلت قوات خفر السواحل الليبي أكثر من مئة جثة أغلبها لنساء وأطفال جرفتها المياه إلى الشاطئ إثر غرق قارب يقل 400 لاجئ وقد اعتبر أن حوالي مئة آخرين ما زالوا مفقودين، وذلك خلال عبورهم البحر بشكل غير شرعي هربا من الموت .
وأمام هذه المأساة الانسانية صرح أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور علي القره داغي داعيا دول العالم للتحرك سريعا لحل هذه الكارثة الانسانية وجاء في التصريح :
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
يستصرخ
الضمير الإسلامي والإنساني بالتحرك لحل مشكلة اللاجئين الى أوربا، شاكراً كل من قام بواجبه الإسلامي والإنساني.
ويطالب الدول العربية بإيوائهم على أراضيها، بدلا من هذا الذل الذي أصابنا جميعا، ويفتي بأن من لم يشارك في إنقاذهم وهو قادر فهم آثم، ويتحمل المسؤولية أمام الله تعالى .
ويؤكد للعالم أن الحل الحقيقي هو في القضاء على النظام الذي يقتل شعبه، ويعرضهم لهذه المهانة.

أمام المشاهد المؤلمة للمهاجرين السوريين، الذين مات بعضهم في البحار، ودفعت امواجها اجسادهم الى الشواطئ، وأمام المخازي والإذلال، والإهانة التي تقابل من بقي على قيد الحياة في الحدود، والأسلاك الشائكة وهم يحملون أطفالهم وشيوخهم ويستنجدون ويستصرخون دون مجيب (ولا حياة لمن تنادي )، صرح الامين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أ.د. علي القره داغي بما يأتي:
أولاً: أن الله تعالى جعل المؤمنين أمة واحدة، وأنهم يجب أن يكونوا كالجسد الواحد “إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى”.
وبناءً على ذلك فإن واجب الإسلام يقتضي أن يكون لدى كل فرد (حاكماً أومحكوماً) الإحساس بالأخوة والمسؤولية وأن لا يهدأ له بال ، ولا يحسّ بطعم الراحة مادام أحد إخوانه في مأساة أو ذل أو فقر أو مجاعة، فقد دلت النصوص الشرعية في الكتاب والسنة الشريفة أن ذلك واجب يسأل الله عنه يوم القيامة ويعاقب من سكت عنه، ولم يشارك فيأداء ما عليه في الدنيا، بالفتن والمصائب (وَاتَّقُوافِتْنَةً لَّاتُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَن اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) }الأنفال:25{
لذلك نهيب بأولي الأمر في بلاد الغرب والإسلام، والاغنياء، والإعلاميين، والعلماء، بواجبهم، كل في مكانه، وبمقدار مسؤوليته وقدراته.
ثانيا: وبناءً على ما سبق فاننا باسم الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين نطالب الحكومات الاسلامية وبخاصة الحكومات العربية ان يهبوا هبة واحدة لانقاذ إخواننا اللاجئين، والمهجرين، والنازحين، من خلال القيام بترتيب مخيمات كبيرة مناسبة في البلاد العربية لهؤلاء المهجرين وإسكانهم فيها، مع توفير الحياة الكريمة لهم.
فالله الله الله في كل هذه الارواح التي تخرج خوفا من براميل الموت في سوريا، فيموت بعضها في البحار ويذل البعض الاخر ويهان بالصورة التي يندى لها جبين الظلمة.
فوالله تعالى ان الله تعالى لسألنا عن هذه الأرواح والكرامة اذا ما قمنا بالواجب.
ثالثا: نناشد الضمير الانساني في اوربا بقبول هؤلاء اللاجئين الناجين من اهوال البحار بصورة مشّرفة تليق بكرامة الانسان وحقوقه التي طالما نسمع عنهم وهم يرددونها ويجعلونها مقياسا للحضارة.
وهنا لاننسى ان نشكر كل من يقف مع هذه القضية العادلة، ونثمن دورهم الانساني المنشود.
رابعاً: أمام المآسي والمصائب والفتن وأثرها في مئات الالاف من الارواح، وتشريد نصف الشعب السوري طوال خمس سنوات، فهل بقي أمل من اصلاح النظام الذي لا يهمه شعبه أبدا.
لذلك نؤكد على ان الحل الوحيد هو القضاء على هذا النظام القاتل باسرع وقت ممكن.فتلك مسؤولية جميع الدول الإسلامية والعربية والعالمية.
“وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”}الشعراء:227{

                                                                                     أ.د. علي محيي الدين القره داغي
                                                                                       الأمين العام