في حفلٍ تميزّ بمشاركةٍ  نوعيةٍ حضره علماء وشخصيات دعوية وقيادات من الجالية السودانية، وغيرهم من معارف الفقيد وبحضور سعادة السفير ياسر خضر ونائبه عبدالعظيم الكاروري خاطب الحفل العلامة الدكتور على محي الدين القره داغي أمين عام الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور خليفة الكواري، والدكتور أحمد عبدالقادر الفرجابي.

       بدأ حفل التأبين بكلمة ترحيبية من رابطة دنقلا وختم بكلمة من سعادة السفير الذي شكر الضيوف لحضورهم ومشاركتهم، وقد كان أول المتحدثين الدكتور أحمد الفرجابي  ثم تبعه الدكتور القره داغي قائلاً: أنه قد رافق الفقيد في ميادين عديدة مثل مجلس الإفتاء الأوروبي، والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين حيث أن الفقيد من الأعضاء المؤسسين للإتحاد  ولمجلس الإفتاء الأوربي، وحيث كان الفقيد صاحب همةٍ لا يعرف كلمةِ  “لا”  فيما دُعي إليه، وتابع القره داغي:  كان الفقيد له روحانية تسري على من حوله كالذبذبات خاصةُ عندما يتصل بالقران، وهذه تجربةٌ عشتها معه .

وقال ايضا:  كان الفقيد من أحب الناس إلي قلبي ولو  بلغني خبر وفاته في وقت يمكن من حضور التشييع والدفن لكنت من المشيعين. و أسأل الله أن يجمعنا به في جنته.

وقال أيضاً:  نحن نحزن على الفراق ولاسيما في الظروف الراهنة التي تمر بها الأمة، ولكن عقيدتنا تعلمنا ان الموت ليس آخر المطاف وإنما الموت محطة من المحطات مثله مثل الولادة وبالتالي الأرواح خالدة وباقية. اذا كان هناك فراق بدني فاروحنا متواصلة وتلتقي الأرواح في المنام مع الموتى والأحياء.

 ثم تحدث الدكتور خليفة الكواري مدير عام وزارة الشئون الدينية والأوقاف القطرية الأسبق والذي تحدث عن مآثره وقال أن الفقيد مدرسة في التوكل والزهد وكان يأتينا في برامج الوزارة ويرفض أن يأخذ أجراً أو عطاءً أو هدية رغم إلحاحنا، بل ويغضب في حال إصرارنا ويقول لنا أنكم قد أديتم واجبكم بإحضارنا إلى هنا والدعوة هي مهمتنا لا نأخذ عليها أجراً. وأضاف الكواري قائلاً إن التوكل الذي تميز به الشيخ أحمد علي الإمام كان من أسباب التوفيق في العديد من المشاريع الدعوية التي بادر بها أو شارك فيها مثل مبني مجمع الفقه ومشروع مصحف أفريقيا، حيث تشرفنا بالعمل معه في تلك المشروعات وغيرها، نسأل الله أن يثقل بها موازيننا وموازينه.

      وكان تلميذه الدكتور الفرجابي تحدث في بداية الحفل معدداً مآثر ومواقف ذات عبر للفقيد  وقائلاً: الشيخ أحمد علي الإمام حفظ القرءان مبكراً وعرف بالنبوغ وتجاوز سنوات الدراسة في مراحل مختلفة من مساره التعليمي ويحضرني ما قاله لي والدي قصة الشيخ أحمد علي الإمام عندما أتي به والده إلى خلوة الشيخ هارون بجزيرة مقاصر شمال دنقلا، وكان شيخ أحمد طفلاً يافعاً، وبعد الأسبوع الأول من مجيئه إلى الخلوة، إذا بالشيخ هارون يقول له يا عبدالقادر سيكون لهذا الطفل شأناً عظيماً قلتُ له كيف عرفت يا شيخنا، فقال: رأيت في المنام أكثر من مرة يلقنه الرسول صلى الله عليه وسلم القران، رحمهم الله جميعاً، كان شيخ أحمد لا يرضى أن تحكى هذه الحكاية، أما وقد انتقل إلى الرفيق الأعلى فإني ارويها لأحبابه، وحكى الدكتور الفرجابي العديد من المواقف في زهده وورعه.

    ثم ختم حفل التأبين سعادة السفير متحدثاً عن الفقيد الذي قال أنه يعرفه عن قرب وعدد بعض المواقف معه منها انه شهد غير مرة يرتعد الفقيد استماعه بعض الآيات القرانية.

     والجدير بالذكر أعلنت رابطة دنقلا الكبري بالدوحة من خلال حفل التأبين نفرة لتجديد مسجد دنقلا الكبير تخليداً لذكرى الفقيد، ونشير هنا أن والد الفقيد كان أمام هذا المسجد وكلمة “إمام” المضافة لاسم والده هو  نسبةً لكونه كان إماماً للمسجد الكبير بدنقلا.