أكد الشيخ الدكتور علي القره داغي ان موقع العلماء في الأمة كموقع القلب في الجسد تجاوبا مع تطلعاته وآلامه، وامتدح الدور الذي يقوم به العلماء في الوقت الحالي الذي وصفه بالحرج والحساس.
وقال القره داغي في خطاب ألقاه خلال فعاليات المؤتمر الدولي لعلماء الأمة الإسلامية الذي عقد بالعاصمة السنغالية داكار ان الأمة الإسلامية – باعتبارها شخصية معنوية حية- تمر عليها مراحل الحياة من الضعف إلى القوة ومن الطفولة إلى الشباب، ثم إلى الشيبة طردا وعكساً، بحسب ارتباطها بروحها المتمثلة بالإسلام.
فالإسلام – يواصل الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- روح هذه الأمة المتمثل بالقران الكريم وبيانه، وهو الروح والنور والحياة ،والسنة هي البيان والحكمة ،والاجتهاد وسيلة للتطوير وشاء الله تعالى أن يتم ربط الروح بالأمة، وتحريكها وتفعيلها علي أيدي الرسل التي خُتمت بالرسول الكريم، ثم على أيدي العلماء الربانيين الذي يعيشون للإسلام فهم ورثة الأنبياء، لذلك أمرهم الله تعالى بالصدق والحق وعدم الخوف إلا من الله تعالى.
وأوضح أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يرى أن العلماء يجب أن يكون مركزُهم في جسد الأمة مركز القلب من الجسد العادي الذي يضخ الدماء الزكية الطاهرة للرأس، ولجميع الأعضاء. وهكذا العلماء فيجب أن يكونوا ناصحين بإخلاص وحكمة للرأس المتمثل بأولي الأمر والمسؤولين السياسيين وناصحين ومربين لبقية الأمة، وأن يكونوا حلقة توصيل الخير فيما بين الجميع، وأن يحسوا بآلام الأعضاء والجسد والرأس وآماله، فلا يجوز لهم الاعتزال عن الحياة كما لا يجوز لهم الانحياز إلى الباطل أو الظلم مهما كان قوياً مدعوماً.
وأكد القره داغي أن دور العلماء بين الناس، هو التسديد والترشيد، ولاسيما في ظل الثورات الشعبية السلمية التي قامت في مصر الحبيبة بشكل حضاري، وفي تونس واليمن وسوريا، قامت بسبب الظلم والطغيان والدكتاتورية والاستبداد في بعض بلادنا العربية والإسلامية فإذا وجدت هذه المظالم فإن تغيير المنكر مشروع وبخاصة بالوسائل السلمية.
ورأى القره داغي أن العلماء يجب أن يكونوا في الخط الأول الداعم لثورات الشعوب وانتفاضاتها، وقال “يجب علينا كعلماء أن نسدد خطاها بمدد من الله ونرشدها حتى لا تسرف، ولا تحرف عن مسيرتها الإسلامية الطاهرة ونحن ضد التدخل الخارجي ولذلك نقول تجب على هذه الأنظمة الاستجابة لمطالب جماهير الشعب قبل أن يتحول الأمر إلى فتنة، ومع الأسف الشديد هؤلاء هم السبب عن كل ما يجري لهذه الأمة”.