الإسلام يتكون من ثلاثة عناصر أساسية :


العنصر الأول : العقيدة التي تـتكون من :




  1. الإيمان بالله تعالى الواحد الأحد الرحمن الرحيم المحيط بكل شيء العليم السميع البصير الفرد الصمد الذي خلق هذا الكون كله ، ونظمه أحسن تنظيم ، فهو خالق كل شيء ، وإليه الأمر كله ، وهو المدبر لهذا الكون بيده مفاتيح الخير والشرّ والضرر والنفع وأن كل ما يجري في هذا الكون بمقدار وبحكمة متناهية …؛ وقد ربط الله تعلى الأعمال والحوادث كلها بالسنن وربط بين الأسباب والمسببات.



  2. الإيمان بجميع الأنبياء والمرسلين بدءاً من سيدنا آدم إلى خاتمهم محمد ( عليهم الصلاة والسلام) ، وأنهم بشر أرسلهم الله تعالى برسالات لهداية الناس ولخيرهم وسعادتهم في دنْياهم وعُقباهم ،  وأن كل رسالة كانت تتضمن أسس العقيدة والأخلاق والعبادات ، قال تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنه لا إله إلاّ أنا فاعبدون ) [1]، وأنها ركزت على حلّ أهم المشاكل السائدة في عصرها ، فرسالة لوط ركزت على علاج مشكلة الشذوذ الجنسي ، ورسالة شعيب ركزت على علاج المشكلة الاقتصادية ، ورسالة عيسى ركزت على حل المشاكل المادية واللاأخلاقية والأنانية وعلى غرس القيم الروحية والسماحة ، وهكذا ، ثمّ جاء القرآن الكريم فتضمن الأصول والثوابت وكل الحلول السابقة إضافة إلى حل المشاكل السائدة في عصره ، كما تضمن المبادئ العامة المرنة ، والقواعد الكلية لحل جميع المشاكل المستقبلية ، فقال تعالى: ( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) [2].



  3. الإيمان بجميع الرسالات السماوية مثل صحف إبراهيم ، وتوراة موسى ، وزبور داود ، وانجيل عيسى .


     وبهاتين الفقرتين أصبح الإسلام وارثاً قد ورث تراث جميع الأنبياء والمرسلين ورسالاتهم وهذا ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم حينما رأى اليهود يصومون يوم العاشوراء فسألهم عنه فقالوا : هذا يوم صالح ، هذا يوم نجى الله نبي إسرائيل من عدوهم فصامه موسى . قال : ( فأنا أحق بموسى منكم ) فصامه وأمر بصيامه[3]. وقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك فقال : ( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحنه وأجمله إلاّ موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون ويعجبون ويقولون : هلاّ وضعت هذه اللبنة ؟ قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين ) [4]. 



  4. الإيمان بالملائكة وأنهم عباد الله تعالى الذين لا يعصون فيما يأمرهم ويفعلون ما يؤمرون .



  5. الإيمان باليوم الآخر ، وبالحساب والجزاء وأن الله تعالى يبعث الإنسان بعد موته ليحاسبه على ما فعله ، فإن فعل خيراً فهو في الجنة بمشيئته ، وإن كفر ، أو فعل المعاصي فهو في النار بقدرته ومشيئته ، وأن الله تعالى خلق الجنة للموحدين العابدين ، والنار للكفرة والعصاة .


     والإيمان باليوم الآخر له آثار كبيرة على المؤمنين الذين يخافون الله تعالى فلا يفعلون المنكرات والمعاصي لأنهم يعلمون إن نجوا في الدنيا فلن ينجوا في الآخرة



  6. الإيمان بالقضاء والقدر : أي ان كل شيء بيد الله تعالى وأنه خالق كل شيء وهذا الإيمان يفيد المؤمن في صبره وعدم جزعه وهلعه وقلقه ، ولا يمنعه من الأخذ بكل الأسباب ، بل الكل من قدر الله  قال تعالى : ( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم )[5] فالمؤمن مطالب بالأخذ بكل الأسباب المتاحة مع التوكل على الله تعالى ، ثم إذا لم يتحقق المقصود فإنه يفوض أمره كله إلى الله تعالى فترتاح نفسه وتطمئن دون جزع ولا هلع ولا اضطراب .


 وعقيدة الإسلام تقوم على البرهان والنظر والاستدلال والأدلة ، حتى إن إيمان المقلد غير مقبول ، ويتعلق بالعقيدة كل ما يتعلق بالقلب والنفس حيث يجب أن يمتلئ القلب بالحب لله ، ولرسوله ، وللمؤمنين ، والبغض لأعداء الله تعالى ولمعصيته ، وبعقيدة الولاء والبراء ، وبالإخلاص ، وترك الرياء والنفاق  ، وبالتوبة والإنابة والخوف من الله تعالى ومن عذابه ، وبالرجاء في رحمته والشكر ، والوفاء والصبر والرضا بالقضاء والقدر ، والتوكل ، والرحمة والتواضع ، وترك العُجب والكبر والحسد ، والحقد ، والغضب .


 اعلى الصفحة


 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 




  1. سورة الأنبياء / الآية ( 25 )



  2. سورة الشورى ، الآية ( 13 )



  3. الحديث رواه البخاري قي صحيحه ، مع فتح الباري ط. السلفية بالقاهرة (4/244)،ومسلم الحديث 1130(2/795 )



  4. الحديث متفق عليه : انظر صحيح البخاري ـ مع الفتح ـ كتاب المناقب ( 6/588 ) ، ومسلم ، كتاب الفضائل     ( 4/1790 ) ، وأحمد ( 2/257 ، 398 )



  5. سورة الحديد / الآية ( 23 )